طاف الدُّنيا, ولَقي الشيوخ وسمع منهم، وصنَّف الكُتُبَ الحِسان، منها: "الصحيح" صنَّفه على صحيح البُخَارِيّ، و"الفَرائد"، و"العوالي"، وغير ذلك، وتوفي في رجب.
وكان الدارقطني (?) يَتأسَّفُ على لقائه ويقول: عَزمتُ غير مرة على الرحلة إليه فلم أُرْزَق، وأجمعوا على حِفظه وصِدقه وفَضله وثقته.
أبو محمَّد، السَّبِيعيّ، الحافظ، الكُوفيّ.
طاف الدنيا، وكان مُكثرًا إلَّا أنَّه كان عَسِرَ الرواية, وكان الدارقطني يجلس بين يديه كجُلوسِ الصبيّ بين يدي المعلِّم هَيبةً له، ومات في ذي الحجّة ببغداد، وأجمعوا عليه.
وقال: قدم علينا حَلبًا الوزير جعفر بن الفَضْل، فتلقَّاه النَّاس، فكنتُ فيمَن تلقَّاه، فعرف أني من أصحاب الحديث فقال: أتعرِفُ حديثًا في إسناده أربعة من الصَّحَابَة كلُّ واحدٍ عن صاحبه؟ قلتُ: نعم؛ حديث السَّائبِ بن يَزيد، عن حُوَيْطِب بن عبد العُزَّى، عن عبد الله بن السَّعْدي، عن عمر بن الخطاب في العُمالة (?)، فعرف صِحَّةَ قولي فأكْرَمَني.
قال عبد الغني بن سعيد: وثَمَّ حديثان، أحدهما يرويه أربعةٌ من الرجال، والثاني يرويه أربعة من النساء، فأما الذي يرويه أربعة من الرجال فحديث نُعَيم بن هَمَّار، عن