السنة العشرون وثلاث مئة

فيها عزل المقتدرُ الحسين بن القاسم من الوزارة، واستَوزر أبا الفتح بن جعفر بن الفرات، وخَلَع عليه، وسلَّم إليه الحسين في جُمادى الأولى، فاعتقَلَه في داره، وقرَّر عليه أربعين ألف دينار، فلمَّا أدَّاها سأل الفضل (?) المقتدر أن يُقلِّدَه الإشراف على الشام ومصر، فأذن له، ثم توقَّف حالُه وطُلِب منه المال، فيقال: إنه استتر.

وفيها أرسل مرداويج بن زيار الدَّيلَميّ يسأل أن يُقاطَع على الأعمال التي غَلَب عليها من المَشرق، فأُجيب إلى ذلك، وأُنفذت له الخِلَع والعهد واللواء، وكان العهد يشتمل على كُوَر أذْرَبِيجان وأَرْمينية ونَهاوَنْد وقُم وسِجِسْتان، وغير ذلك من الأعشار والصَّدقات ووجوه الجِبايات.

وفيها نَهبت الجُند العوامُّ دورَ الوزير الفضل بن جعفر وإصْطَبْلاته، وهرب الوزير إلى طيَّاره، فوقف في وَسْط الشَّطِّ، وشَغَب الجند، وأحرقوا الطيارات والحَرَّاقات، وسَوَّد الهاشميون وجوهَهم وصاحوا: الجوعَ الجوعَ، وكان القِرمطيُّ قد منع الغَلَّة، وهو حول بغداد يتردَّد من الكوفة إلى الأنبار، ونَهَب السَّواد، ومنع مؤنس الغلَّة والمِيرَه من ناحية المَوصل، ولم يحجَّ في هذه السَّنة أحد.

وفي شوال قُتِل المقتدرُ، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

الباب التاسع عشر في خلافة محمَّد القاهر بن المُعْتَضد

وكنيته أبو منصور، وأُمُّه أمُّ ولد يقال لها: قَبول، ماتَتْ قبل خلافته، ومَولدُه في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ومئتين، فكان عمره يوم وَلي ثلاثًا وثلاثين سنة (?).

ذكر بيعته:

قال ثابت: لمَّا قُتِل المقتدر انحدَر مؤنس من الرَّاشِديّة إلى الشَّمَّاسِيَّة آخرَ نهار الأربعاء لثلاث بقين من شوال، ورأى رأسَ المقتدر فبكى وقال: قتلتُموه، والله لَنُقتَلَنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015