كان ذا مالٍ كثير نحو ثلاث مئة أَلْف درهم، أنفقه كله على العلم، ولم يُعرَف له فراش أربعين سنة.
وقال: جاءتني امرأةٌ ببغداد ليلةً من الليالي، فذكرَت أنَّها من بنات النَّاس، وقد امتُحِنَت بمِحْنة وقالت: أسألك بالله أن تَستُرني، فقلتُ: وما مِحنتُك؟ قالت: أُكرِهتُ على نفسي وأنا حُبلى، وذكرتُ للنَّاس أنَّك زوجي، وأنِّي حبلى منك، فلا تفضحني واستُرني سترَك الله، فسكتُّ عنها.
ومضت فلم أشعر حتَّى وَضعت غلامًا، وجاء إمام المَحلَّة وجيرانُ المَحلَّة يُهنِّؤوني بالولد، فأظهرتُ [لهم التَّهَلُّل] , فدفعتُ إلى الإِمام دينارين وقلتُ: ادفعهما إلى المرأة فإنَّه سبق منِّي ما فرَّق بيننا، وكنتُ أدفع إليها في كلِّ شهر دينارين على يد الإمام وأقول: هذه نَفَقة ابنك، إلى أن أتى على ذلك سنتان، ثم تُوفِّي المولود، فجاءني النَّاس يُعزُّونني، فأظهرتُ لهم الرِّضى والتَّسليم، وجاءتني المرأةُ ليلةً بعد شهر ومعها الدَّنانير التي كنتُ أبعث بها، فردَّتْها وبَكَت وقالت: جزاك الله عنِّي خيرًا، وسَترك كما سترتَني، فقلت: هذه الدنانير كانت صِلةً للمولود، وهي لك فاعملي بها ما تُريدين.
أبو القاسم، اللَّخْمي، القاضي، الكُوفيّ (?).
نزل بغداد وحدَّث بها، وسمع الحديث وقد مضى من عمره أربعون سنة، وعاش مئةً وسبع عشرة سنة، ومات ببغداد في شوال وحمل إلى الكوفة.
حدث عن أبي كُرَيب وغيره، وروى عنه ابن شاهين وغيره، وكان ثقةً نبيلًا.
ابن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور بن شاهنشاه، أبو القاسم، البَغَويّ، وهو ابن