أبو سعيد، البَرْدَعيُّ (?)، الإِمام، شيخ الحنفية في زمانه.
دخل بغداد ودخل الجامعَ، فوقف على حَلْقة داود بن عليّ الظاهري وهو يُناظرُ رجلًا من أصحاب أبي حنيفة، وقد ضعُف الحنفيُّ في يده، فجلس البردعيُّ في حلقته وقال لداود: ما تقول في بيع أُمَّهات الأولاد؟ قال: يجوز، قال: ولم؟ قال: لأنَّا أجمعنا على جواز بَيعهنَّ قبل العُلوق، فلا نزول عن هذا الإجماع إلا بإجماع مثله، فقال البردعيُّ: أجمعنا على أن بعد العُلوق قبل الوَضْع لا يجوز بيعُهنَّ حتَّى يضَعْنَ، فلا نزول عن هذا الإجماع إلا بإجماعٍ مثله، فانقطع داود وقال: نَنظر في هذا.
وعزم أبو سعيد على المقام ببغداد والتَّدريس بها لما رأى من غَلَبة أصحاب الظاهر، فلمَّا كان بعد مُديدة رأى في المنام قائلًا يقول: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17] فانتبهتُ، وإذا بالباب يُدقُّ وقائلًا يقول: مات داود الظَّاهري، فإن أردتَ أن تُصلي عليه فاحضُر.
وأقام أبو سعيد ببغداد يُدرّس سنين كثيرةً، فخرج في هذه السنة إلى الحجّ، فقتلته القرامطةُ وهو يطوف بالبيت.
ابن أَحْمد بن حَفْص، أبو عمرو، الحِيريّ، النَّيسابوري (?).
شيخ نَيسَابُور في عصره في الرِّئاسة والعَدالة والعلم والمال، وكان نبيلًا.
سمع الحديث، وروى عنه العلماء، وتوفي بنيسابور في ذي القعدة رحمه الله.