[قلت: لا بأس على يوسف في هذا، فإنَّ الرِّقَّةَ تحصلُ تارةً بسماع القرآن، وتارةً بسماع الشعر، على قدر الأحوال والأوقات، والقلوب بيد الله تعالى يقلبها كيفما شاء، والقرآن جدٌّ كله فيحتاج إلى حال وقت.
[حكى عنه في "المناقب" أنَّه] قال: أكثرُ الناسِ حبًّا للدنيا أكثرُهم لها ذمّا عند أبنائِها؛ لأنَّ ذمَّهم لها حرفةٌ عندهم (?).
وقال: لو طرقتِ التوبةُ بابي ما أذنتُ لها، عَلى أنِّي (?) أنجو بها من ربِّي، ولو أنَّ الصدقَ والإخلاصَ كانا عبدين لي لبعتُهما؛ لأنِّي إن كنت في علم الله سعيدًا لم أتضرَّر مع السعادة، وإنْ كُنْتُ عنده شقيًّا محرومًا لم تنفعني توبتي ولا صِدقي، فاعتمادي على الله أولَى من اعتمادي على صفاتي المدخولة، وأفعالي المعلولة (?).
[قال: ] وسُئِل عن معنى قوله - عليه السلام -: "يا بلالُ، أرحنا بها" (?)، فقال: معناه: أرحنا بالصلاة من أشغال الدنيا وحديثها؛ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كانت قرَّةُ عينه في الصلاة (?).
وقال: عينُ الأمل عوراء، [وفي رواية: عين الهوى].
وسئل عن السماع فقال: أودع الله الأسرار والعقول لطائف الإقرار يوم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172] وتلك اللطائف تنيل كلَّ نعمةٍ طيبةٍ وشيءٍ مُسْتَحسَنٍ، فإذا سمعته أو رأته اضطربت (?).