[فصل] وفيها توفي
ابن شُعيب (?) بن علي بن سِنان بن بَحْر، أبو عبد الرحمن، النَّسَائيّ، الإمامُ الحافظ.
ولد بنَسَا سنة خمس عشرة ومئتين، وقيل: سنة أربع عشرة [ومئتين]، وسافرَ إلى العراق والشام والحجاز [ومصر]، واستوطن مصر، فأقام بزُقَاق القناديل، وصنَّفَ كتاب "السنن" المشهور، و"الضعفاء والمتروكين".
وأثنَى عليه الأئمَّة، فقال الحاكم أبو عبد الله: كان إمامَ أهل الحديث، وكان يصومُ الدهرَ، ويختمُ القرآنَ في كلِّ يومٍ وليلة، فإذا جاءَ رمضان ختمَه في كلِّ يوم [وليلةٍ] مرَّتين، وكان يجاهدُ ويرابط.
وقال الدارقطني: النسائيُّ مقدَّمٌ على كلِّ من يُذْكَر بهذا (?) العلم في أهل عصره.
[كان أول رحلته إلى نَيسابور، فسمع إسحاقَ بن إبراهيم الحَنْظليّ، والحسين بن منصور، ومحمد بن رافع، وأقرانهم، ثم خرج إلى بَغْلان (?)، فأكثرَ عن قتيبة، وانصرفَ إلى طريق مَرْو، وكتب عن عليِّ بن حجر وغيره، ثمَّ توجَّه إلى العراق فكتب عن أبي كُرَيب وأقرانه، ثمَّ دخل الشام ومصر فأقام بهما.]
وكان إمامًا في الحديث، [ثقة] ثبتًا حافظًا فقيهًا.
[وحكى الحافظ ابن عساكر عن محمد بن المُظَفَّر الحافظ أنَّه كان يقول: سمعت مشايخنا] (?) بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن [النسائي] بالتقدُّم والإمامة، ويصفون من