[قال: ] وقال ثعلب: دخلتُ على أَحْمد بن حنبل فقال لي: فيم تنظر؟ فقلت: في العربية، فقال: [من الطَّويل]

إذا ما خلوتَ الدَّهرَ يومًا فلا تقلْ ... خلوتُ ولكن قُلْ عليَّ رقيبُ

ولا تحسبنَّ الله يُغفل ما مضى ... ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيبُ

خَلَوْنا لَعَمر الله حتَّى تراكمت ... علينا ذنوبٌ بعدهنَّ ذنوبُ

ألا فلعلّ الله يَغفرُ ما مضى ... ويأذَنُ في توباتنا فنتوبُ

ذكر وفاته:

حكى الخَطيب قال: مات ثعلب ببغداد (?) يوم السَّبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى [من هذه السنة] ودُفن بمقابر باب الشَّام.

أسند عن جماعة منهم إبراهيم بن المنذر الحِزاميُّ وغيره، وروى عنه ابن الأنباري وغيرُه، وأدركه صَمَمٌ في آخر عمره.

[وقال الصولي: ] خلّف ألفي دينار وأحدًا وعشرين أَلْف درهم، وأملاكًا قيمتُها ثلاثة آلاف دينار، ولم يكن له وارث إلَّا ابن بنته فأخذ الجميع، وكانوا في ذلك الوقت يورِّثون ذوي الأرحام، واتَّفقوا على صدقه، وصلاحه، وأمانته، وثقته.

وكان يسمَّى فاروق النُّحاة لصدقه. ومن شعره: [من الوافر]

إذا ما شئت (?) أن تَبلو صديقًا ... فجرِّب ودَّه عند الدَّراهمْ

فعند طِلابها تبدو هَناتٌ ... وتُعرَفُ ثَمَّ أخلاقُ الأكارمْ

وله (?): [من السريع]

بلَغتُ من عُمري ثمانينا ... وكنتُ لا آملُ خمسينا

فالحمدُ لله وشكرًا له ... أن زاد لي عمري ثلاثينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015