ابن زيد بن سيَّار (?)، أبو العباس، الشَّيباني مولاهم، ثَعْلب النَّحْويُّ، إمام أهل الكوفة.
ولد سنة مئتين، [ولم يبلغ خمسًا وعشرين سنة إلَّا وهو أوحد أهل زمانه.
وكان إمامًا في اللغة والنحو، وهو مصنف كتاب "الفصيح" وغيره].
و[حكى الخَطيب عنه أنَّه] قال: ما بلغت خمسًا وعشرين سنة حتَّى أتقنت كتب الفرَّاء، فلم يبق منها مسألة إلَّا وقد عرفتها (?).
[قال: ] وقال محمَّد بن عبد الرَّحمن الزُّهريُّ: كان بيني وبين أبي العبَّاس مودَّة أكيدة، فجئت أستشيره في الانتقال من المحلَّة لتأذّيي بالجيران، فقال لي: أَبا محمَّد (?)، صَبرُك على أذى مَن يعرفك وتعرفه خيرٌ لك من استحداث مَن لا تعرفه.
و[حكى الخَطيب عن] أبي بكر بن مجاهد قال: دخلتُ (?) على ثعلب، فقال لي: يَا أَبا بكر، اشتغلَ أهلُ القرآن بالقرآن ففازوا، وأهلُ الحديث بالحديث ففازوا، وأهلُ الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا يزيد وعمرو، فليت شِعري ماذا يكون حالي في الآخرة؟ قال ابن مجاهد: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام في تلك الليلة، فقال لي: يَا ابن مجاهد، اقرأ على أبي العباس السلام عنِّي، وقيل له: إنَّك صاحبُ العلم المستطيل؛ أراد أنَّ الكلام به يتَّصل ويستقيم، والخطاب به يكمل ويجمُل، وكلُّ العلوم مفتقرة إليه.
وقال إبراهيم الحَرْبيُّ: بلغني أنَّ أَبا العبَّاس كره الكلام في الاسم والمسمَّى، وقد كرهتُ ما كرهه أبو العبَّاس ورضيتُ به.
وقيل لإبراهيم الحربي: إنَّ ثعلبًا مع فضله يلحن! فقال: قد كان أبو هريرة يكلّم صبيانه بالنَّبَطيَّة.