وغيره أنه كان يقول: إذا رأيت سكرانًا فتمايل لئلَّا تنعي عليه؛ فتُبتلى بمثل ما ابتُلي به.
وقال: لا تُفشِ على أحدٍ سرًّا تحبُّ أن يكون منك مكتومًا.
وقال: من ضيَّع عهودَ الله عنده فهو لآداب الشريعة أضيعُ.
وقال: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بمسجون.
وقال: لا يفرح إبليس بشيءٍ كفرحه بقلب فيه خوف الفقر.
وحكى عنه أبو نعيم قال: قيل لحمدون: ما بال كلام السلف (?) أنفعُ من كلامنا؟ فقال: لأنَّهم تكلَّموا لعزِّ الإسلام، ورضى الرَّحمن، ونجاة النُّفوس، ونحن نتكلَّم لعزِّ النُّفوس، وطلب الدُّنيا، ورضى الخلق.
[قال: ] وسَفِهَ عليه رجل، فقال له حمدون: لو نقصتَني كلَّ نَقْصٍ لم تَنقصني كنقصي عند نفسي، ثمَّ قال: سَفِهَ رجل على إسحاق الحنظليّ فاحتمله، فقيل له في ذلك فقال: لأيِّ شيءٍ تعلَّمنا العلم؟ .
وقال: مَن استطاع منكم أن لا يَعمى على نُقصان نفسه فليفعل.
وقال: مَن نظر في سِيَر السَّلف عرف تقصيره وتخلُّفَه عن درجات الرِّجال.
وتوفِّي صديقٌ له وهو قاعد عند رأسه، فأطفأ السِّراج وقال: هذا زيتٌ قد صار للوَرَثة.
وكانت وفاة حمدون بنيسابور [في هذه السنة (?).
وفيها توفي]
[واسمه: ] عمرو بن سَلْم، وقيل: ابن سَلَمة (?)، الحدَّاد.