وكان لمَّا ولي المعتمد لم يبايعْه عيسى لأجل المهتدي، ولا لبس السَّواد، فتلطَّف به حُسين الخادم، ودفع إليه عهدَه على أرمينية حتى أقام الدَّعوة للمعتمد، وهو يظنُّ أنَّه استُعمل على أرمينية مضافًا إلى الشَّام، فقلَّد المعتمد أماجور التُّركي دمشقَ وأعمالها، فسار إلى الشَّام في جيشه، وقيل: في أقلَّ من ألف رجل، فلمَّا قَرُب منها أنهض عيسى ابنَه منصور وكنيته أبو الصَّهباء، فخرج إلى أماجور وقاتله، فانهزم منصور وأُخذ أسيرًا، وجيء به إلى أماجور، فضرب عنقه، وصلبه على باب دمشق (?)، ومضى عيسى منهزمًا إلى أرمينية، فأقام بها إلى سنة تسع وخمسين ومات بها، [وهذه حكاية ابن عساكر عن أبي الحسين الرَّازي].
وذكره الدارقطني فقال (?): كان عيسى أميرًا على آمد [ومن ولده جماعة من أصحاب الحديث، منهم: محمد بن إسحاق بن عيسى بن الشيخ].
وقال الصُّولي: جاءه رجل فأنشده هذه الأبيات: [من الوافر]
رأيتُكَ في المنام خَلَعْتَ (?) خزًّا ... عليَّ بَنَفْسَجًا وقضيتَ دَيني
فعجِّل لي فِداكَ أبي وأمِّي ... مقالًا في المنام رأتْه عيني
فقال عيسى: يا غلام، كم في الخزانة من شِقاق البنفسج؟ قال: سبعون شُقَّة، قال: ادفعها إليه. ثم قال: كم دَينُك؟ قال: عشرة آلاف درهم، فأعطاه إيَّاها وقال: اقض [بهذه] دينك، وعشرة آلاف أخرى استَعِنْ بها (?)، وإيَّاك أن تَعودَ فترى منامًا آخر، فلعلَّك لا تجد مَن يُفسِّره لك.