[وروى الخطيب عن أبي بكر النَّيسابوريِّ قال: ] لما احتُضر أبو إسحاق قال لابنه: أنا عطشان، فجاءه بماء، فقال: يا بُني، غابت الشمس؟ قال: لا، قال: فردَّه، ثمَّ قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)} [الصافات: 61]. ثمَّ خرجتْ روحُه، وذلك في ربيع الآخر من هذه السَّنة، وفي رواية: فقال له ابنُه: قد رُخِّص لك في الإفطار وأنت متطوِّع. فقرأ الآية ومات.
سمع خَلْقًا كثيرًا منهم: أحمد بن حنبل ببغداد، وأبا اليَمان، وقَبيصة، ومحمدَ بن بكَّار، وأبا نُعيم الفضلَ بن دُكَين، وعفَّانَ بن مسلم وغيرهم. وأجمعوا على صدقِه، وثقتِه، ودينه، وعبادتِه (?).
ابن منصور، أبو عثمان، الثَّقفيُّ، البزَّاز، واسمه سعيد، ولد سنةَ اثنتين وسبعين ومئة، رحل في طلب العِلم، وسمع الشُّيوخ، وتوفِّي في ذِي الحجَّة وقد جاوز تسعين سنةً.
سمع سفيانَ بنَ عُيينة وغيرَه، وروى عنه ابنُ أبي الدُّنيا وغيرُه.
وكان شاعرًا، فمن شعره: [من السريع]
أيا غريمَ الموتِ يا ابْنَ (?) الخُطى ... أنتَ بأنفاسك مَلْزومُ
يا مُغْفِلَ الموتِ تناسيتَهُ ... حتَّى كأنَّ الموتَ مكتومُ
قد ماتَ مَنْ كانت له فارسٌ ... حينًا ومَنْ كانت له الرُّومُ
وكان ثقة (?).
ابن محمد بن حَنْبل، أبو الفَضْل، الشَّيباني، ولد سنةَ ثلاثٍ ومئتين في ربيع الآخر، ولي القضاءَ بأصبهان، فلمَّا دخلها بدأ بالجامع، فصلَّى ركعتين، فاجتمع النَّاس