وَزَر [عبيد الله] للمتوكِّل، وقَدِم معه الشَّام، ونفاه المستعينُ إلى بَرْقة سنةَ [ثمانٍ وأربعين ومئتين، ثمَّ عاد إلى بغدادَ في سنة] (?) ثلاثٍ وخمسين ومئتين.
ذكرُ طرفٍ من أخباره:
كان جَوَادًا سَمْحًا، ذا مروءةٍ ظاهرةٍ، يفكِّر في العاقبة، و [كان ممدَّحًا، ] مدحه البحتريُّ بقصيدته الَّتي يقول فيها: [من الكامل]
يا عارضًا مُتَلَفِّعًا ببُرُودهِ ... يَختالُ بين بُرُوقه ورُعُودهِ
لو شئتَ عُدْتَ بلادَ نَجْدٍ عَوْدَةً ... فنزلْتَ بين عَقِيقهِ وزَرُودهِ
وإلى أبي الحسنِ انصرفْتُ بهِمَّتي ... عن كلِّ منْزُور النَّوالِ زَهيدهِ
الدَّهرُ يَضحكُ عن بَشاشةِ بِشْرِهِ ... والعيشُ يرطُبُ من نضارةِ عُودهِ
أعلي بنو خاقانَ مجدًا لم تزلْ ... أخلاقُهم حُبُسًا على تَشييدهِ
إنْ أوقفَ الكُتَّابَ أمرٌ مُشكِلٌ ... في حَيرةٍ رجعوا إلى تسْديدِهِ
فاللهُ يُبْقيه لنا ويُعزُّه ... ويحوطُه ويزيدُ في تأييدهِ
من أبيات (?).
وقال ابن عساكر: قَدِمَ دمشقَ مع المتوكِّل، وقدمها [مرَّةً أخرى مُكرهًا] حين نفاهُ المستعينُ إلى بَرقة، [وحجَّ وعاد إلى بغداد في سنة ثلاثٍ وخمسين ومئتين، واستوزره المعتمدُ في شعبان سنةَ -ستٍّ- وخمسين ومئتين] وكان يَتَقلَّد (?) دمشقَ عيسى بنُ الشيخ، فلقيه عيسى، وترجَّل له، وأعظمه، وأكرمه، وخَدَمه، ووصله، حتَّى كان عبيدُ الله يسيرُ في قُبَّةٍ له طول اللَّيل، وعيسى يسيرُ بين يديه على فرسِه اللَّيلَ كلَّه، وعبيدُ الله لا يشكُّ أنَّ عيسى في قُبَّة، فقيل له: ما زال عيسى يسيرُ بين يديك طولَ اللَّيل على فرسه، فحفظ له ذلك، فلمَّا قُلِّد الوزارةَ المرَّة الثانية، قلَّد عيسى بلادَ بكر وأرْمينية.
وحجَّ وعاد إلى بغدادَ سنةَ ثلاثٍ وخمسين، وأقبل يومًا فأنشدهُ عاصمُ بنُ وهبٍ البُرْجُميُّ: [من الطويل]