وكان الرجلُ قد أجنبَ في السفر، فتيمَّم وصلَّى، ثمَّ قدمَ فدخلَ المسجد، ولم يعلم أنَّه لا يجوز للجنب أنْ يتيمَّمَ في الحضر (?).

[وحكى أيضًا قال: ] اشتهرَ رجلٌ بالولاية، فقال أبو يزيد لبعض أصحابه: قم بنا إليه، فدخلَ الرجلُ المسجدَ وبصق تُجاه القبلة، فرجعَ أبو يزيد وقال لصاحبه: امض بنا، فهذا غيرُ مأمونٍ على أدب من آداب الشريعة، فكيف يكونُ مأمونًا على ما يدَّعيه من الولاية؟ ! (?).

[قال: ] وغسلَ يومًا ثوبَه في الصحراء ومعه صاحبٌ له، فقال له صاحبه: علِّقه على حائط الكرم، فقال: ما أذنَ لي صاحبه، فقال: علِّقه على الشجر، قال: تنكسرُ أغصانه فيفسد، فقال: ابسطهُ على الإذخِر، قال: يفسد؛ لأنَّ الله تعالى جعلَه علفًا للدواب، ثمَّ ولَّى أبو يزيد ظهرَه إلى الشمس، وجعل القميصَ على رأسه وظهره، وقلَّبَه حتى جفّ، ثمَّ لبسَه (?).

[قال: ] ودخلَ يومًا إلى الجامع، فغرسَ عصاه في الأرض، فوقعت على عُكَّاز شيخٍ إلى جانبه، فوقعَ العكَّاز، فقام الشيخُ فانحنى وأخذَه، فقام أبو يزيد إلى الشيخ وقبَّل رأسَه وحاللَهُ، وقال: إنَّما انحنيتَ وأخذتَ العكَّازَ بسببي (?).

[قال: ] وقدمَ شقيقٌ البلخيُّ وأبو تراب النَّخْشَبيّ عليه، وقُدِّمت السُّفرة، وهناك شابٌّ جالس، فقال له أبو يزيد: قم وكل مع الشيوخ، فقال: أنا صائم، فقال له أبو تراب: كل ولك أجر صوم شهر، فأبى، فقال له شقيق: كل ولك أجر صوم سنة، فأبى، فقال لهم أبو يزيد: دعوا من سقطَ (?) من عين الله، فأُخِذَ الشاب بعد سنةٍ في تُهَمَة، فقطِعت يده.

[قال: ] وقال عُمر البِسْطامي (?): كنَّا قعودًا في مسجد أبي يزيد، فقال: قُوموا بنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015