لقد كذبتكَ نفسُك ليس ثوبٌ ... دَرِيسٌ كالجديد من الثيابِ
ومات [الجاحظ] ببغداد في المحرَّم، ودُفن قريبًا من أبي حنيفة، وعمره مئةُ سنة [انتهت ترجمته] (?).
أبو نوح، الكاتب المقتول، كتب للفتح بن خاقان، ثمَّ للمتوكِّل، وكان جوادًا ممدَّحًا، ومدحه البحتريُّ (?) فقال: [من الكامل]
وأخٍ لبستُ العيشَ أخضر [ناضرًا] (?) ... بكريمِ عِشْرَتِه وفَضلِ إخائِهِ
ما أكثرَ الآمال عندي والمُنَى ... إلَّا دفاعُ اللهِ عن حوبائِهِ
وعلى أبي نوحٍ لباسُ محبَّةٍ ... تعطيه محضَ الودِّ من أعدائِهِ
تنْبِي طلاقةُ وجهه عن جودِهِ ... فتكاد تلقى النُّجْحَ قبلَ لقائِهِ
وضياءُ وجهٍ لو تأمَّله امرؤٌ ... صادي الجوانحِ لارتوى من مائِهِ (?)
قد ذكرنا ما فعله به الأتراك (?)، ثمَّ أتوا به إلى المهتدي بعد ما سلَّمه صالحٌ إلى نوشري (?)، فعذَّبه بأنواعِ العذاب، ومشَّاه في الرمل حافيًا، فطلب نعلًا فلم يعطوه، فأسبل سراويله على رجليه، ومشى، وجعل يستغيثُ فلا يغاث.
[واختلفوا في كيفيه قتله على أقوال؛ أحدها أنَّهم] (?) أدخلوه حمامًا، ومنعوه الماء