قلت: وإيش نفعته كتابةُ الحديث، وقد ضيَّع فرائضَ الصلوات، وهل كان من الملائكة، أقامَ ليلتين ويومين لا يأكل ولا يشرب ولا ينام ولا يبول!
وهذا الرجل من هَمَذَان، كوفيٌّ من رفقاء محمد بن سعد كاتب الواقدي (?)، وتوفي في هذه السنة بالكوفة.
[فصل: ] وفيها توفي
أبو عليّ الدَّيلَميُّ الزاهد العابد. جالسَ أحمدَ بن حنبل ومن بعده من الحفَّاظ.
وروى الخطيبُ عن الجوهريِّ بإسناده عن أبي الحسين ابن المنادي قال: كان إسماعيل [الديلميّ] من خيار الناس، وذُكر لي أنَّه كان يحفظُ أربعينَ ألف حديث.
وكان من أشهر الناس بالزُّهدِ والورعِ والصيانة، وكان يسكن بالأَرْحَاء على شاطئ نهر عيسى (?).
وحكى عنه الخطيب قال: اشتهيتُ حلواء، فخرجت في الليل من المسجد لأبول، فإذا بجانبي (?) الطريق أخاوين (?) حلواء، فنوديتُ: يا إسماعيل، هذا الذي اشتهيت، وتركُه خيرٌ لك، فتركته.
وكانت وفاتُه في هذه السنة، وقبرُه وراءَ قبر معروف مشهور، ويعرف بقبر الديلمي.
واتفقوا على صدقه ودينه وورعه وحفظه للحديث ومعرفته به، فيقال: إنَّه كان يذاكر بسبعين (?) ألف حديث.