فقال محمد: أحسنتَ والله يا ماني، ثم غنّت بشعر أبي نواس: [من الخفيف]

يا خليليَّ ساعةً لا تريما ... وعلى ذي صبابةٍ فأقيما

ما مررنَا بقصر زينبَ إلَّا ... فضحَ الدمعُ سرِّيَ المكتومَا (?)

فقال ماني:

ظبيةٌ كالهلالِ لو تلحظُ الصـ ... ـخرَ بطرفٍ لغادرتهُ هشيمَا

وإذا [ما] (?) تبسَّمتْ خِلْتَ ما يبـ ... ـدو من الثَّغر لؤلؤًا منظومَا

فطربَ محمدٌ وقال: يا ماني، الرغبةُ في حسن ما تأتي به حائلةٌ بينك وبين الرهبة، فإن كنتَ مجيزًا فأجزْ هذين البيتين: [من السريع]

لم تطبِ اللذات إلَّا بما ... دارت به أنفاسُ فيُّوسَهْ

غنَّت غناها مظهرًا لذَّة (?) ... كانت بحسنِ الصبرِ محبوسَهْ

فقال ماني:

وكيف صبرُ النفس عن غادةٍ ... تظلمُها إن قلتَ طاووسَهْ

وجُرْتَ إن شبَّهتَها بانةً ... في جنَّةِ الفردوسِ مغروسَهْ

فقال له محمد: فاعدلْ في الوصف، فقال ماني:

جَلَّت عن النعتِ فما فكرةٌ ... يدركها بالوصفِ محسوسَهْ

فدعتْ له الجارية، ثمَّ قال محمد: هات يا ماني، فقال: [من المديد]

مدمنُ الإغضاءِ موصولُ ... ومديمُ العتبِ مملولُ

ليس لي شغلٌ فيقطعني ... فارقت نفسي الأباطيلُ

أنا مغبوطٌ بزورةِ من ... ربعُهُ بالجود مأهولُ

طاهرُ الأعراق ذي أَنَفٍ (?) ... عرفُه للناسِ مبذولُ

دمُ من يشقى بصارمه ... مع هبوبِ الريح مطلولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015