أمر محمدٌ جاريتَه فيوسة (?) فغنَّت: [من الطويل]

ولستُ بناسٍ إذ غدَوا فتحمَّلوا ... دُموعي على الخدَّين من شدَّةِ الوجدِ

وقَولي وقد سارت سُحَيرًا حُمُولهم ... بأمِّ الثنايا لا تكن آخرَ العهدِ (?)

فبكى ماني بكاءً شديدًا، ثم قال لمحمد: أتأذنُ لي يا سيدي؟ قال: نعم، فأطرقَ ساعةً ثمَّ رفع رأسَه وقال:

وعدتُ أناجي الفكرَ والدمعُ حائرٌ ... بمقلةِ موقوفٍ على الضَّرِّ والجَهْدِ

ولم يعدُ هذا الأمر إلَّا بعزِّهِ ... على ظلامٍ لجَّ في الهجرِ والبعدِ (?)

فقال له محمَّد: أحسنتَ يا ماني، أعاشقٌ أنت؟ فخجل وقال: يا سيدي، أبعدَ الشيب صبوة، وإنَّما حرَّك الطربُ وجدًا كامنًا وشوقًا مبرِّحًا، ثم غنَت الجاريةُ شعر أبي العتاهية: [من الخفيف]

حجبوها عن الرياح لأنِّي ... قلتُ للريحِ بلِّغيهَا السلاما

لو رَضُوا بالحجاب هانَ ولكن ... منعوهَا يومَ الرياح الكلاما (?)

فقال ماني: ما على قائل هذا الشعر لو زادَ فيه:

فتنفَّستُ ثمَّ قلتُ لقلبي (?) ... آهِ إن زار طيفُها إلماما (?)

حيِّها بالسلامِ سرًّا وإلَّا ... منعوهَا لشقوتي أنْ تناما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015