وكان الإمام أحمد رحمه الله وابنُ مَعين والنسائي يثنونَ عليه، ويقولون: ثقةٌ مأمون (?).
سمع الكثير، وذهبَ بصرُه في آخر عمره، وكان يتشيع.
قال قاسم بن زكريا المطرز: قدمتُ الكوفةَ، فكتبت عن شيوخها [كلهم غير عَبَّاد بن يعقوب، فلمَّا فرغت ممَّن سواه، دخلت عليه وكان يمتحنُ من سَمِع منه] (?)، فقال لي: من حفر البحر؟ قلت: الله خلق البحر، فقال: هو كذلك، ولكن من حفره؟ فقلت: يذكر الشيخ، فقال: حفره علي بن أبي طالب، ثم قال: من أجراه؟ فقلت: الله، فقال: هو كذلك، ثم قال: أجراه الحسين بن علي (?). قال: ورأيتُ في داره سيفًا وحَجَفةً فقلت: ما تصنع بهذا؟ قال: أقاتلُ به بين يدي المهدي.
فلما أردتُ الخروج من عنده بعد ما سمعت منه وكتبت عنه، أتيتُ لوداعه، فقال: من حفر البحر؟ قلت: معاوية بن أبي سفيان، قال: ومن أجراه؟ قلت: عمرو بن العاص (?)، فقام إليَّ وانهزمتُ بين يديه وهو يقول: اقتُلوا عدوَّ الله الفاسق (?).
سمع الوليد بن أبي ثور وغيره، وأخرجَ عنه البخاري في "صحيحه"، ولعلَّ البخاري لم يعلم أنه كان متشيِّعًا (?).