وما زلتُ أسمعُ أنَّ الملوك ... تبني على قَدرِ أخطارِها

صحون تسافرُ فيها العيون ... وتحسرُ عن بعد أقطارها

وقُبَّةُ ملكِ (?) كأنَّ النجو ... م تصغي إليها بأسرارها

إذا أُوقدَتْ نارُها بالعراق ... أضاءَ الحجازَ سنا نارِها

تخرُّ الوفودُ لها سُجدًا ... إذا ما تجلَّتْ لأبصارِها

لها شُرُفاتٌ كأنَّ الربيع ... كساها الربيع بأزهارها (?)

وفوارة ثأرها في السماء ... فليست تقصِّرُ عن ثأرها

تردُّ على المزنِ ما أنزلتْ ... على الأرض من صَوبِ مِدْرارِها (?)

وقال علي بن الجهم: دخلتُ على المتوكل يومًا، فقال لي: يا عليّ، دخلتُ الساعة على قبيحة، وقد كَتَبَت اسمي بالمسك على خدِّها، فوالله ما رأيتُ سوادا في بياضِ أحسن منه في ذلك الخدِّ، فقل فيه شيئًا، قال: وقبيحة (?) خلف الستر، فبادرتني وقالت: [من الطويل]

وكاتبةٍ بالمسك في الخدِّ جعفرا ... بنفسي محطُّ المسكِ من حيث أثَّرَا

لئن أودعَت سطرًا من المسكِ خدَّها ... لقد أودعت قلبي من الحب أسطُرا

فيا من بمملوكٍ لملكِ يمينه ... مطيعٍ له فيما أسرَّ وأظهرا

فأفحمتُ فلم أقدر على حرفٍ، وضحك المتوكِّلُ ووصلني (?).

وقال يمدحه وقد بَرِئ من مرضه: [من الخفيف]

كلُّ شيء إذا اعتللتَ عليلُ ... وشكاةُ الإمام خطبٌ جليلُ

كادت الأرضُ أن تميدَ لشكوا ... ك وكادت لها الجبالُ تزولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015