القوم فتواجد، فقال له ذو النون: وهو {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} [الشعراء: 218] فقعد الرجل (?).

وقال يوسف بن الحسين: أحضر الصوفيَّةُ طعامًا وأكلوا قبل السماع، فقال لهم ذو النون: إنَّ المقدحة إذا ابتلَّتْ لم تور نارًا (?). ومعناه: هلَّا كان هذا بعد السماع.

وقال ذو الكفل أخو ذو النون: كان في السماع مريدٌ لذي النون، ولم يكن ذو النون حاضرًا، فأنشدَ القوَّالُ أبياتًا، فصاحَ مريدُ ذي النون ومات، وجاء ذو النون فرآه ميتًا (?)، فقال: ما هذا؟ قيل له: إنَّ القوَّال غنَّى فمات، فقال للقوَّال: أعد الأبيات، فأعادها، فصاح ذو النون، فماتَ القوَّال، فقال ذو النون: النفسُ بالنفس والجروح قصاص.

[ذكر] نبذة من كلامه:

[روى عنه أبو نعيم أنه] قال: بصحبة الصالحين تطيب الحياة، والخير مجموعٌ في القرين الصالح، إن نسيتَ ذكَّرك، وإنْ ذكرتَ أعانك (?).

وسأله رجلٌ: ما الذي أنصبَ العباد وأضناهم؟ فقال: ذكر المقام، وقلَّةُ الزاد، وخوفُ الحساب، ولم لا تذوبُ أبدانهم، وتذهَلُ عقولُهم؟ والعرضُ على الله أمامَهم، وقراءةُ كتبهم بين أيديهم، والملائكة وقوفٌ بين يدي الجبَّار ينتظرون أمَره، فإمَّا إلى الجنَّة، وإمَّا إلى النار (?).

وقال له رجل: متى تصحُّ عزلة الخلق؟ فقال: إذا قدرت على عزلةِ النفس (?).

وقال يوسف بن الحسين الرازي: لما فارقتُ ذا النون قلت له: أوصني، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015