حبيبٌ غابَ عن بصري وسمعي (?) ... ولكن عن فؤادي ما يغيبُ
وتارةً يغلبُ عليها الأنس فتقول: [من الكامل]
ولقد جعلتُك في الفؤاد محدِّثي ... وأبحتُ جسمي من أرادَ جلوسِي
فالجسمُ مني للجليس (?) مؤانسٌ ... وحبيبُ قلبي في الفؤاد أنيسي
وتارةً يغلبُ عليها الخوف فتقول: [من الطويل]
وزادي قليلٌ ما أراه مُبلِّغِي ... أللزادِ أبكي أم لبعدِ مسافتي
أتحرقُني بالنَّار يا غايةَ المنى ... فأينَ رجائي فيكَ أين محبَّتي (?)
وتوفيت (?) سنة تسع وعشرين ومئتين.
ابن رَزِين بن عمَّار (?) بن عبد الله بن يزيد (?) بن وَرْقاء الخُزاعيّ.
والدِّعبل البعيرُ المسنُّ العظيم الخَلْق، وكان دِعبلُ طوالًا ضخمًا، شُبِّه بالبعير.
ولد سنة ثمان وأربعين ومئة، وبرعَ في علم الشعر والعربيَّة، وهو من الكوفة، وقيل: من قَرْقِيسيا، وكان أكثر مقامه ببغداد، وسافرَ إلى الشام وخراسان والبلاد، وصنَّف كتابًا في طبقات الشعراء، ذكر فيه جماعةً من أعيانهم، وكان هجَّاءً خبيثَ اللسان، أُطْرُوشًا، وفي قفاه سَلْعة.
هجا المعتصم، والواثقَ، والمأمونَ، والرشيدَ، وطاهرَ بن الحسين، والوزراء، والكتَّاب.
قال محمدُ بن عبد الملك الزيَّات يرثي المعتصم: [من المنسرح]