ألف دينار، وأحضر القرَّاء فقرؤوا، وأحضرَ أصحاب الملاهي فلعبوا، ووهبَ لهم ألفي ألف درهم، وبَنى فيها قصرًا سمَّاه اللؤلؤة، لم يُرَ مثلُه في علوِّه وارتفاعه، وأمرَ بحفر نهرٍ يأخذ من فراسخ فوق الماحوزة، [يأخذ من مكان يقال له: كَرْمَى، ] يكون شِربًا لما حولها، وقَدَّر للنهر من النفقة مئتي ألف دينار، وأخذ الخَصَاصَة العُليا والسفلى -وهما قريتان [وكَرْمَى أيضًا قرية]- وأمرَ أهلها ببيعِ منازلهم وإخراجهم منها، وألقى في حفر النهر اثني عشرَ ألف رجل [يعملون فيه، فأقاموا يعملون] (?) فيه حتى قُتِل المتوكِّل، فبطلَ النهرُ، وخربت المَاحُوزة، ونُقِضَ القصر (?).
وفيها أغارت الروم على بلاد حلب ووصلوا سُمَيسَاط (?)، فقتلوا خمس مئةٍ من المسلمين وسبوا وعادوا (?).
وغَزا الصائفة عليُّ بن يحيى الأرمنيّ، فلم يظفر بهم.
وحجَّ بالناس محمدُ بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام.
وردَّ المتوكِّلُ النيروزَ إلى عهد أردشير رفقًا بالرعية وأهل الخراج، فوافقَ ذلك يوم السبت [لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ولسبع عشرة خلت من حزيران، ولثمان وعشرين من] (?) أرديبهشت (?)، فقال البحتري: [من الخفيف]
إنَّ يوم النيروزِ عادَ إلى العهـ ... ـــد الذي كان سَنَّه أردشيرُ (?)
وكان الخلفاءُ قبل المتوكِّل غيَّروه، [والله أعلم بالصواب].