يقرأ: {أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)} [الفجر: 6، 7] إلى أن قال: {فَصَبَّ عَلَيهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13] منهم ابن أبي دؤاد {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (?) [الفجر: 14].
[وروى الخطيب أيضًا بإسناده عن] يعقوب بن موسى بن الفَيْرزان، ابن أخي (?) معروف الكرخي [قال: ] (?) رأيتُ في المنام كأنِّي وأخًا لي (?) نمرُّ على نهر عيسى، وإذا بامرأةٍ تقول: ما تدري ما حدثَ الليلة؟ قلت [لها: ] وما حدث؟ قالت: أهلك الله ابنَ أبي دؤاد، قلت: وما كان سبب هلاكه؟ قالت: أغضبَ الله فغضب الله عليه.
أسندَ ابنُ أبي دؤاد الحديثَ عن جماعة، وإنَّما أسقطَ الناسُ حديثه؛ لما أحدثَ من القول بخلق القرآن، وقد حَكى عن الخلفاء، [فحكى القاضي التنوخيُّ عن ابنِ أبي دؤاد، قال: حدَّثني الواثقُ عن أبيه المعتصم عن آبائه أنَّ قومًا ركبوا في البحر، فسمعوا هاتفًا يقول: من يعطيني عشرةَ آلاف [دينار]، حتى أعلمه كلمةً إذا أصابه غمٌّ أو أشرفَ على هلاكٍ فقالها كشفَ الله عنه؟ فقال رجل من أهل المركب: أنا، فقال: ارمِ بالمال في البحر، فرمَى به، فقال الهاتف: إذا أصابك همٌّ أو أشرفتَ على هلكةٍ فاقرأ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيثُ لَا يَحْتَسِبُ} إلى قوله: {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2 - 3] فقال أهل المركب: قد ضيَّعت مالك، فقال: كلَّا، إنَّ هذا ما أشكّ في نفعه.
فلمَّا كان بعدَ أيَّام، انكسرَ المركب، فلم ينجُ منه إلَّا ذلك الرجل على لوح، قال: فطرحني الموجُ إلى جزيرة، فصعدتُ إليها، فإذا بقصرٍ منيف، فدخلتُه، فإذا فيه من الجواهر والأموالِ ما لا أقدرُ [أن] أصفَه، وإذا بامرأةٍ ما رأيتُ مثلَها حسنًا وكمالًا، فقلت لها: من أين أنتِ، وما الذي ألقاكِ ها هنا؟ فقالت: أنا بنتُ فلانٍ من البصرة، [و] كان أبي لا يصبرُ عنِّي ساعةً، فسافر في البحر وحملني معه، فانكسرَ مركبنا،