[وفيها (?) ظهرَ في السمَّاء شيءٌ مستطيلٌ، دقيقُ الطرفين، عريضُ الوسط من ناحية المغرب، فامتدَّ ما بين عشاء المغرب إلى عشاء الآخرة، ثم ظهر خمس ليال، وليس بضوء كوكب، ولا بكوكبٍ له ذنب، ثمَّ انقضَّ].
وفيها ظهرت نارٌ بأرضِ عَسْقَلان، فأحرقت المنازل والمساجدَ والبيادر، فهربَ الناس، ولم تزل تحرق حتَّى مَضَى ثلثُ الليل، ثمَّ كُفَّتْ (?).
وفيها تمَّ بناءُ جامعِ سامراء، وكان ابتداءُ بنائه في سنة أربعٍ وثلاثين ومئتين، وصلَّى فيه المتوكِّلُ في رمضان هذه السنة، وبلغت النفقةُ عليه ثلاثَ مئة ألف وثمانيةَ آلاف ومئتين واثني عشر دينارًا، سوى الأنقاض والآلات التي حُمِلت من بغداد، وإنَّما هذا المبلغ [المذكور] صُرِفَ إلى [البنَّائين والنجَّارين و] الفَعَلة والصُّنَّاع (?).
وتمَّ بناءُ قصرِ المتوكِّل، ويعرف بالعروس، فأُنفِقَ عليه ثلاثونَ ألف ألف درهم (?).
وحجَّ بالناس عليُّ بنُ عيسى بنِ جعفر بنِ المنصور، وهو والي مكَّة يومئذ.
وفيها (?) توفي
ابنِ مَخْلَد بنِ إبراهيم، أبو يعقوب (?) التميميُّ الحنظليُّ، ويعرف بابن راهويه، من أهلِ مرو، سكن نَيسَابور، ومولدُه سنةَ إحدى وستين ومئة، وقيل: سنَة ستٍّ وستين، وقيل: سنة ثلاثٍ وستين.
وقال موسى بن هارون: سألتُ إسحاق أيُّما أكبر، أنتَ أو أحمد بن حنبل؟ فقال: هو أكبرُ مني في القدر والسن. ومولد الإمام أحمد سنة أربع وستين (?).