عشر ألف ألف درهم، وأشهد عليهم ببيع كل ضيعةٍ لهم، وكان قد فُلِجَ، فأمرَ المتوكِّلُ بحمله إلى بغداد في شعبان فَحَدَرُوه (?)، فقال أبو العتاهية: [من البسيط]
لو كنتَ في الرأي منسوبًا إلى رَشَدِ ... وكان عزمُك عزمًا فيه توفيقُ
لكانَ في الفقه شغلٌ لو شُغِلْتَ به ... عن أنْ تقول كتابُ الله مخلوقُ
ماذا عليكَ وأصلُ الدِّين يجمَعُهم ... ما كانَ في الفرعِ لولا الجهل والموقُ (?)
وفيها رضيَ المتوكِّلُ على يحيى بن أكثم، وكان ببغداد، فأشخصَ إلى سامرَّاء، وولي قضاء القضاة والمظالم، فولى سوَّار بن عبد الله العنبريّ قضاءَ الجانب الغربيّ، وحيَّان بن بشر الجانب الشرقي، وكانا أعورين، فقال جماز -وقيل: دعبل-: [من الوافر]
رأيتُ من الكبائرِ قاضيين ... هما أحدوثةٌ في الخافقينِ
هما اقتسمَا العمَى نصفين قدمًا ... كما اقتسمَا قضاءَ الجانبينِ
هما فألُ الزمانِ بهُلْكِ يحيى ... إذِ افتتحَ الزمانَ بأعورينِ (?)
وفيها أطلقَ المتوكِّل مَنْ كان حُبِسَ على القول بخلق القرآن بسامرَّاء وبغداد والبلاد كلها، وكتب إلى الدنيا بذلك.
وفي يوم الفطر أمرَ بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي ودفعه إلى أوليائه، فحُمِلت جثَّتهُ إلى بغداد، وجمع بينها وبين رأسه، ودُفِنَا في مقبرة عبد الله بن مالك، وكثر يتردَّدُ العامَّةُ إلى قبره والتبرُّك به (?)، فكتبَ المتوكِّلُ إلى ابن طاهر بأن ينهى عن الاجتماع عند قبره مخافةَ الفتنة.
وغزا عليٌّ الأراضي الصائفة.