درهم، فنظروا، فإذا قد ردَّ كلّ دينارٍ اثنين وثلاثين دينارًا، وردَّ باقي الخمسين ألف دينار، فكتبَ إسحاق إلى المتوكِّل بذلك، وقال: هذا الكيمياءُ الَّذي يجب على الخلفاء النظرُ فيه (?).
وكان إسحاق حازمًا عاقلًا جوادًا، ولمَّا انتهى خبر مرضِه إلى المتوكِّل بعث إليه ابنَه المعتزّ مع بُغَا الشرابي وجماعةٍ من القوَّاد والخاصَّة لعيادته من سامرَّاء.
وكانت وفاته يوم الثلاثاء لستٍّ بقينَ من ذي الحجَّة، وصَيَّر ابنه محمدًا مكانه، وخُلِعَ عليه وقُلِّدَ سيفًا (?).
وقال الطبريُّ: إنَّه ماتَ هو والحسنُ بن سهل في يومٍ واحد سنة ستٍّ وثلاثين ومئتين (?).
ابن مسلم الخَتْلِيّ، من خَتْلَان، بلدٍ عند سمرقند.
وليَ دمشق في أيام المعتصم وفي أيَّام المأمون (?)، ثمَّ وليَها مرَّةً أخرى في أيَّام الواثق، وولي مصر من قبل المنتصر في أيَّام المتوكِّل، وماتَ بها.
وكان جوادًا ممدَّحًا شجاعًا عاقلًا، ورثاه بعض البصريين فقال: [من الطويل]
سقى اللهُ ما بين المقطَّمِ والصَّفا ... صفَا النيل صوبَ المُزنِ حيثُ يصوبُ