فيها عزل المتوكل عبيد الله بن [أحمد بن] (?) غالب القاضي، مولى الربيع الحاجب. [قال الخطيب: ] وكان الواثقُ قلَّده القضاءَ في عسكر المهدي شرقي بغداد، [وإليه تنسب سُوَيْقَةُ غالب] (?)، وكان فقيهًا على مذهب أهل العراق، متكبِّرًا، قبيح السيرة، سيِّءَ الطريقة، وثبَ على المساجد التي تُقَام فيها الصَّلاة، فجعلَها حوانيت يستغلُّها (?)، فكتب إليه [عتاهية بن أبي] (?) العتاهية: [من الطويل]
متى تَتَّقِ الله الذي لا تخافه ... إذا كنت يومًا تستغلُّ المساجدا
فقدت الذي لم يَرْعَ عمًّا ووالدا ... وإنْ كان مفقودًا إذا كان شاهدا
وفيه يقول أيضًا: [من الكامل]
أبكي وأندبُ بهجةَ الإسلام ... إذ صِرْتَ تقعُد مقعَد الحُكَّامِ
إنَّ الحوادثَ ما علمتُ كثيرةٌ ... وأراكَ بعضَ حوادثِ الأيَّامِ
وقال فيه أيضًا: [من الكامل]
لم تأتِ أرملةٌ لتحرزَ مالها ... إلَّا وأنتَ لمالِها محتالُ
تقضي وَفُوْكَ من المدامةِ ناصعٌ (?) ... ويُمِيلُ رأسَكَ عطفُكَ الميَّالُ
آلَ الربيعِ العبدُ عبدُكم طَغَى (?) ... ما كانَ يفعلُ فعلَهُ الدَّجَّالُ (?)
وقيل: فيها قَدِمَ بُغَا الشرابيّ بمحمد بن البعيث في شوَّال وأصحابه، فجلسَ المتوكِّلُ لهم، فلمَّا حضَر محمدٌ عندَه أمرَ بضربِ عنقه، وجاؤوا بالنطع والسيف، فرقَّ له