وقال عبدُ الله ابن الإمام أحمد (?): حجَّ ابنُ معين، فزار قبرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ خرجَ فبات بظاهر المدينة، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول: يا أبا زكريا، أرغبت عن جواري (?)؟ فقال لرفقائه: اذهبوا فإنِّي راجعٌ إلى المدينة.
وقال محمد بن إسماعيل البخاري (?): كنتُ معه في تلك السفرة، فدخلَ المدينة فأقامَ بها ثلاثًا (?)، فمرض وماتَ ليلة الجمعة في ذي القعدة، فاجتمعَ الناس، فقال بنو هاشم: لا نغسِّله إلَّا على الأعواد التي غُسِّل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنَّه نفى الكذب عنه، وأخرجوه إلى البقيع، ونادى منادٍ بين يديه: هذا الذي نَفى الكذبَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى أنْ وصلَ إلى قبره، وكان قد بلغ سبعًا وسبعين سنةً.
ورَثَاهُ بعضُ المحدثين فقال: [من الكامل]
ذهبَ العليمُ بعيبِ كلِّ محدِّثٍ ... وبكلِّ مختلفٍ من الإسنادِ
وبكلِّ وَهْمٍ في الحديث ومشكلٍ ... يعني به علماءُ كلِّ بلادِ (?)
وقال بعضُ المحدثين: رأى رجلٌ من أهل المدينة في منامه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه وهم مجتمعين في الروضة، فقال: ما بالكم؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: جئنَا نحضرُ جنازةَ هذا الرجل الذي كان ينفي الكذبَ عنِّي.
وقال حُبيش بن مبشِّر: رأيتُ يحيى بن معين تلكَ الليلة في النوم، وعلى رأسهِ تاجٌ، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: أدخلني عليه في داره، وزوَّجني ثلاثَ مئة حورية؛ ثم