سؤددٌ يُصْطَفى ونَيلٌ يُرَجَّى ... وثناءٌ يحيى (?) ومالٌ يُودِي
قد تلقَّيتَ كلَّ يومٍ جديدٍ ... يا أبا جعفر بمجدٍ جديدِ
وإذا استطرفَتْ سيادةُ قومٍ ... نلت (?) بالسؤددِ الطريفِ التليدِ (?)
وكان ابن الزيات يتعشَّق جارية من جواري القيان، فبيعت من رجل خراسانيٍّ، فسافر بها، فكاد عقل ابن الزيّات يذهب، وقال: [من البسيط]
يا طولَ ساعاتِ ليلِ العاشقِ الدَّنِفِ ... وطول رَعْيتِه للنَّجم في السَّدَفِ
ماذا تُواري ثيابي من أخي حُرَقٍ ... كأنَّما الجسمُ منه دِقَّةُ الألفِ
ما قال يا أسفا يعقوبُ من كمدٍ ... إلَّا لطولِ الذي لاقَى من الأسفِ (?)
ذكر وفاته:
اتَّفَقَ [لغضب] (?) المتوكل عليه أسبابٌ أقواها (?) أن الواثقَ استوزَرَه، وغضبَ الواثقُ على أخيه المتوكِّل لشيءٍ بلغَه عنه، ووكل به عمر بن فرج الرُّخَّجِي ومحمد بن العلاء، فكانا يحفظانه، ويكتبان بأخباره في كل وقت، فصار جعفر إلى ابن الزيات يسألُه أن يكلِّم الواثقَ ليرضى عنه، فلمَّا دخلَ عليه مكثَ قائمًا بين يديه مليًّا لا يكلِّمه، ثم أمره بالقعود، وكان ينظرُ في الكتب، فلَّما فرغَ التفت إليه وقال: ما الذي جاء بك؟ كالمتهدد، فقال: لتسألَ أميرَ المؤمنين أن يرضى عنِّي، فقال لمن حوله: انظروا إلى هذا، يُغضِبُ أخاه، ويسألني أنْ أسترضيَه له، اذهب، فإنَّك إذا أصلحتَ حالك رضيَ عنك، فقام المتوكِّلُ كئيبًا حزينًا لما لقي منه من قبيح اللقاء والخيبة.
فأتى إلى عمر بن فرج ليسأله أنْ يختمَ له صكَّه ليقبض أرزاقه، فلقيه بالخيبة، فأخذ الصكَّ فرمى به، وكان أبو الوزير أحمد بن خالد حاضرًا، فقام جعفر لينصرف وقام أبو الوزير، فقال له جعفر: يا أبا الوزير، أما ترى صنع عمر؟ ! فقال له: جعلت فداءك، أنا