وروي أنَّه أحضرَ المنجِّمينَ فنظرُوا في مولده، واتفقُوا [على] (?) أنَّه يعيشُ خمسين سنةً مستقبلةً، فماتَ بعد خمسة أيام.
[ومن العجائب ما رواه الخطيب عن القاضي التنوخي عن أبيه قال: حدثني الحسين أحمد بن محمد، عن أبيه (?)، عن] أحمد بن محمد (?) أمير البصرة [قال: حدثني أبي قال: ] كنتُ لحقته مرَّضَ الواثقَ، فكنت قائمًا بين يديه أنا وجماعةٌ من الأولياء والموالي والخدم، إِذْ لَحِقَتْهُ غشيةٌ، فما شككنَا أنَّه قد مات، فقال بعضُنا لبعض: تقدَّموا فاعرفوا خبره، فما جَسَرَ أحد [منا] يتقدَّم إليه، فتقدَّمت أنا، فلمَّا أردتُ أنْ أضعَ يدي على أنفه، لحقته إفاقةٌ، ففتحَ عينيه، فكدتُ أنْ أموتَ فرقًا من أن يراني قد مشيتُ في مجلسه إلى غير رتبتي، فتراجعتُ إلى خلف، وتعلَّقت قبيعةُ سيفي بعتبة المجلس، وعثرتُ به، فاتَّكأت عليه فاندقَّ سيفي، وكاد يدخل في لحمي ويجرحني، فسلَّمتُ وخرجتُ، فاستدعيتُ سيفًا ومِنْطقةً أخرى فلبستها، وجئتُ فوقفتُ في مرتبتي ساعةً، وماتَ الواثق، وجاء الفرَّاشون، فأخذوا ما تحته [في المجلس] من الفرش؛ ليردُّوهُ إلى الخزائن؛ لأنها [كانت] مثبتةً عليهم، وتُرِكَ وحدَه في البيت، فشددتُ لحيته (?)، وغمَّضتهُ، وسجَّيتُه، ووجَّهتُه إلى القبلة، فقال لي ابن أبي دؤاد: نريدُ أنْ نتشاغلَ بعقدِ البيعة، ولا بدَّ أن يكونَ أحدٌ يحفظُ الميتَ إلى أنْ يُدفنَ، وقد كنتَ من أخصِّ الناسِ به في حياته، فاحفظْهُ بعد مماته، فقلت: نعم، ومضَوا، فرددتُ عليه باب المجلس، وجلست [عند الباب أحفظُه]، وكان المجلس في بستانٍ كبير، فبينا أنا كذلك إذ سمعت في البيت حركة [أفزعتني]، فدخلتُ أنظر [ما هي]؟ وإذا بجرذون من دواب البُستان قد جاء فاستلَّ عين الواثق فأكلَها، [فتعجبت] وقلت: لا إله إلا الله، هذه العينُ التي فَتَحَهَا منذُ ساعةٍ فاندقَّ سيفي لها هيبة [له] صارتْ طعمةً لدابَّةٍ ضعيفةٍ، ثمَّ جاؤوا فغسَّلوه،