ابن ثعلب، [وقيل: ابن طالب، ] أبو محمد البزَّار [المقرئ]، قرأ القرآن بالروايات حتَّى فاق أهل عصره.
[وحكى عنه الخطيبُ أنَّه قال: قرأتُ القرآن على حمزةَ بن حبيب الزَّيات عشر مرات (?)، قال: وكان خلفٌ صالحًا]، وكان يشربُ النبيذَ على مذهب أهل العراق [على التأويل]، ثمَّ تركه، وسببُ تركِه أنَّ ابن أخته قرأ عليه سورة الأنفال حتَّى بلغ قوله تعالى: {لِيَمِيزَ اللهُ الْخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الآية: 37] فقال له: يا خال، إذا ميَّز الله الخبيثَ من الطيِّب، أين يكون النبيذ، [أو الشراب]؟ فنكس رأسه طويلًا ثم قال: مع الخبيث، فقال: أفترضى أن تكون مع [أصحاب] الخبيث؟ فقال: يا بني اذهب إلى المنزل، فاصبُبْ كل شيءٍ فيه، [وتركه]، فأعقبَه الله الصومَ، فصام الدهر إلى أن مات (?).
وقيل: إنَّه صام أربعين سنةً، وأعاد صلاة مدَّة شربه النبيذ.
[وقد ذكره ابن سعد وأثنى عليه، قال: وكان صاحب قرآن وحروف، وقرأ على سُليم صاحب حمزة، ] وتوفي يوم السبت لتسع خلون من جمادى الآخرة [سنة تسعٍ وعشرين ومئتين، ودفن بمقابر الكُنَاسة] ببغداد (?).
[قلت: لا نعرف اليوم مقابر الكُنَاسة، وإنَّما الكُنَاسة بالكوفة.
وحَكى الخطيبُ عن عبد الله بن محمد البغويّ أنَّه قال: مات خلف في هذه السنة (?)، كما قال ابن سعد].
قيل: مات [في] سنة ثمانٍ وعشرين [ومئتين].
ورآه بعض أصحابه في المنام فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وقال: اقرأ