مدَّةً، فتحيَّل حتى أنشد الرشيد: [من الرمل]

وَعَدَتْ هندٌ وما كانت تَعِدْ ... ليتَ هندًا أنْجَزَتنا ما تعدُ

واستبدَّتْ مرَّةً وإحدة ... إنَّما العاجزُ من لا يستبِدّ (?)

فقال الرشيد: أجل والله، إنَّما العاجزُ من لا يستبد، وكان على رأس الرشيد خادم، فنقلَ الحديثَ إلى يحيى، فبعثَ إلى الرجل بثلاثين ألف درهم من بيت المال، ومن عنده بأربعين ألفًا (?)، واعتذرَ إليه.

وجدَّ الرشيدُ في البرامكة، حتى فعلَ بهم ما فعل، فقال الواثق: صدق الرشيد، فما مضى أسبوعٌ حتى وثبَ على الكُتَّاب، وأخذَ منهم الأموال.

وفيها وَلَّى الواثق إيتاخ اليمن، فبعثَ إليها نوابه، وولَّى محمد بن صالح المدينة، وولى محمد بن يزيد (?) الخَلَنجي الحنفيّ على قضاء الشرقية ببغداد، وكان من أصحاب ابن أبي دؤاد، وكان عفيفًا في قضائه، تلطَّف فيه محمد بن الجهم وبعثَ إليه بمالٍ عظيم فلم يقبله، وكان المعتصم كتبَ إليه من سامرَّاء ليمتحنَ الناس بخلقِ القرآن، [وكان يضبط نفسه، فتقدمت إليه امرأة فقالت: إن زوجي لا يقول يقول أمير المؤمنين في القرآن] (?) ففرِّق بيني وبينه، فصاحَ عليها. فلمَّا كان سنة سبع وثلاثين عزله المتوكل، وأمر بأن يُكشَف عليه بسبب ما امتحنَ به الناسَ، فأُقِيم للناس، فما ظهرَ أنَّه أخذ لأحدٍ حبَّةً (?).

و[فيها] حجَّ بالناس محمد بن داود بن عيسى.

[فصل: ] وفيها توفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015