عياض، وحمَّاد بن زيد، وغيرهم، [وسمع منهم] و [كان قد] سافرَ إلى الأقطار؛ مكَّة، والمدينة، واليمن، ومصر، والشام، والبصرة، والكوفة، وصعد جبلَ لبنان، وساحَ في الدنيا، واشتغلَ بالعبادة والورع عن الرواية.
[قال الخطيب: ومن مسانيده أنَّ عَوج بن عُنُق كان يأتي البحر، فيخوضُه برجله، وكان يأخذُ حوتًا من قرار البحر بيده، ويرفعُه إلى عين الشمس، فيشويه، ويأكله، ويدَّخر له التجار في البحر كُرًّا أو كُرَّين فيحضرهما ويأكلهما في يوم واحد. قال بشر: فهذا -والله- كافرٌ يرزقه الله، وأنت تعبد الله وتوحِّده، ويكفيك رغيف أو رغيفان (?).
وقد ذكرنا عوجًا في صدر الكتاب في قصة أريحا] (?).
وقد رَوى عنه الأعيانُ أحمد بن إبراهيم الدَّورقِيّ، وعليُّ بن خَشْرم، وسريّ السقطي، وخلقٌ كثير (?).
[وحكى أيضًا عن أبي الحسن المروزيّ قال: ] (?) كنت عند بشر، فأتاه أصحابُ الحديث، فقال لهم: ما أنتم؟ قالوا: نطلبُ العلم، فقال: أليسَ إذا ملكَ أحدكم مئتي درهم تجب عليه الزكاة خمسةَ دراهم؟ قالوا: بلى، قال: فكذا يجب عليكم إذا سمعتم مئتي حديث أن تعملوا منها بخمسة أحاديث.
[وقيل لبشر: لم] لا تحدِّث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدِّث، [وإذا اشتهيت] (?) شيئًا تركتُه.
وقال: الحديث له يوم طريق من طريق الدنيا (?).