أفادتني القناعةُ أيَّ عزٍّ ... ولا عزٌّ أعزُّ من القناعهْ
فخُذْ منها لنفسك رأسَ مالٍ ... وصيِّر بعدَها التقوى بضاعهْ
[تَحُزْ حالين تَغنَى عن بخيلٍ ... وتحظَى بالجنانِ بصبر ساعهْ] (?)
وكان (?) ينشد: [من السريع]
أُقسمُ بالله لرضخُ النَّوى ... وشُربُ ماءِ القُلُبِ المالحهْ
أعزُّ للإنسانِ من حرصه .. ومن سؤالِ الأوجهِ الكالحهْ
فاستغنِ بالله تكنْ ذا غنى ... مغتبطًا بالصفقةِ الرابحهْ
فاليأسُ عزٌّ والتُّقى سُؤدُدٌ ... ورغبةُ النفس لها فاضحهْ
من كانت الدنيا له برَّةً ... فإنَّها يومًا له ذابحهْ (?)
وكان ينشد: [من البسيط]
قطع الليالي مع (?) الأيام في حُرَقٍ ... والنومُ تحت رِوَاقِ الهمِّ والأرقِ
أحرى وأجدرُ بي من أن يُقَال غدًا ... إنِّي التمستُ الغنَى من كفِّ ممتلقِ
قالوا رضيتَ بذا قلت القنوعُ غنى ... ليسَ الغنى كثرةُ الأموال والورقِ
رضيتُ بالله في عسري وفي يسري ... فلستُ أسلكُ إلَّا واضحَ الطرقِ (?)
وقال عمر ابن أخت بشر: دخلت [على خالي] (?) وبين يديه بطيخة وهو يقلِّبُها بيده، فقلت له: ما هذه؟ ! فقال لي: مدَّةَ ستين سنة (?) أشتهيها، فلمَّا كان اليوم غلبتني نفسي، فأحضرتُها، وقلت: ويحك يا نفس، بعد كذا وكذا أدافعُ هذه الشهوة، وتريدين أنْ تغلبيني اليوم، ثم دحى بها وقال: [من مخلع البسيط]
وإنَّ كدِّي لشبع بطني ... ببيعِ ديني من المحالِ