يا بني العباسِ يأبى الـ ... ـلَّه إلَّا أنْ تروسُوا (?)

ولما بُويع أنشدَه أبو تمام قصيدتَه التي يقول في أوَّلها: [من الكامل]

ما للدُّموعِ ترومُ كُلَّ مَرَامِ ... [والجفنُ ثاكلُ هَجعةٍ ومنامِ

يَا حفرةَ المعصوم تربُكِ مودعٌ] ... (?) ماءَ الحياة وقاتل الإعدامِ

ما دام هارونُ الخليفه فالهدَى ... في غِبْطةٍ موصولةٍ بدوامِ

لمَّا دعوتهم لأجل عهودها (?) ... طار السرورُ بمعرقٍ وشآمِ

لو يقدرونَ مَشَوا على وَجَناتهم ... وعُيونِهم فضلًا عن الأقدامِ

هي بيعةُ الرضوانِ يُشْرَعُ وَسْطَها ... بابُ السلامةِ فادخُلوا بسلامِ (?)

وأولُ مجلسٍ جلس فيه الندماء أُنشِدَ بين يديه: [من الخفيف]

فليقلْ فيك باكياتُكَ ماشِئـ ... نَ صباحًا ووقتَ كلِّ مساءِ

فبكى الواثقُ والحاضرونَ، ثم غنَّى بعضُ المغنِّين: [من البسيط]

وَدِّع هريرةَ إن الركبَ مرتحلُ ... وهل تطيقُ وداعًا أيُّها الرجلُ (?)

فقال الواثقُ: والله ما سمعتُ تعزيةً ولا نعيَ نفسٍ هكذا، ثم قام من مجلسه باكيًا. (?)

وقال العتبيّ (?): كتب دعبل الخُزَاعِيّ أبياتًا، وبعثَ بها في رقعةٍ مختومةٍ إلى الواثق، وهي [هذه الأبيات: ] [من البسيط]

الحمدُ لله لا صبرٌ ولا جَلَدُ ... ولا رقادٌ (?) إذا أهلُ الهوى رَقدُوا

خليفةٌ مات لم يَحزنْ له أحدٌ ... وآخرٌ قامَ لم يَفرح به أحدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015