لا تَبكِ ليلى ولا تَطربْ إلى هندِ ... واشربْ على الورد من حمراءَ كالوردِ

كأسًا إذا انحدرتْ في حَلْق شارِبها ... أَجْدَته حُمْرتَها في العين والخدِّ

فالخمر ياقوتةٌ والكأسُ لؤلؤةٌ ... في كفِّ جاريةٍ ممشوقةِ القَدِّ

تَسقيك من طَرْفها خمرًا ومن يدها ... خَمرًا فما لك من سُكرَينِ من بُدِّ

لي سَكرتانِ (?) وللنَّدمان واحدٌ ... شيءٌ خُصصتُ به من بينهمْ وحدي

فصاح المأمون: هذا واللهِ هو السِّحرُ الحلال، لا قولُ عَمرِو بن كُلثوم: [من الوافر]

[أَلَا هُبِّي بصَحنك فاصبَحِينا] (?)

وأعطى الغلامَ خمسةَ آلافِ درهم.

[حديث المأمون مع الأعرابي:

حكى أبو العيناء قال: وقف أعرابي بباب المأمون، وصاح: نصيحة. فأمر به، فدخل عليه، فقال: ما نصيحتك؟ فقال: [من الكامل]

إني رأيتكَ في منامي سيدي ... يا ابنَ الإمام على الجوادِ اللاحقِ

فكسوتني حُلَلًا طرائف حسنها ... تَزهو على حُسْنِ الكُمَيت السابقِ

فقال المأمون: أعطوه خلعة وفرسًا كميتًا فقال:

وأَجَزْتَني بخَريطة مملوءةٍ ... ذهبًا وأخرى باللُّجين الفائق

فقال: أعطوه ألف دينار وألف درهمٍ، فقبض الربطتين فقال:

وأجزتني بخريدة روميَّةٍ ... حسناء تُشْفَعُ بالغلام الفائق

فقال المأمون: أعطوه ذلك، ثم قال: يا أعراب، إياك أن ترى مثل هذا المنام فربما لم نجد من يفسِّره لك] (?).

وخرج المأمونُ إلى ظاهر دمشق، فصعد جبلَ الثلج، وإذا ببِركة عظيمةٍ من بِرَك بني أُميَّة، وعليها أَربعُ سَرَوات، والماءُ يدخل فيها (?) ويخرج منها، فاستحسنها وقال لعَلُّويه: غنِّ، فقال -وكان عَلُّويه من موالي بني أُميَّة-: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015