إذا دعا باسمها داعٍ فأَسمَعَني ... كادت له شُعبةٌ من مُهجتي تَقَعُ (?)

وقال: كنتُ لا أدخل على أبي دُلَفٍ إلَّا تلقَّاني ببرٍّ، فلما أَفرط انقطعتُ عنه، فبعث إليَّ أخاه يقول: لمَ هجرتنا؟ فكتبتُ إليهُ [هذه الأبيات]: [من الطويل]

هجرتُك لم أَهجرْك من كُفرِ نعمةٍ ... وهل يُرتجَى نيلُ الزيادةِ بالكفرِ

ولكنَّني لمَّا أتيتُك زائرًا ... فأَفرطتَ في بِرِّي عجزتُ عن الشُّكر

فَمِ الآنَ (?) لا آتيك إلَّا مسلِّمًا ... أَزورك في شهرين يومًا وفي شهر

فإنْ زدتَني بِرًّا تزايدتُ جَفوةً ... ولم تَلقَني طولَ الحياةِ إلى الحشر

[قال: فلمَّا قرأها أبو دُلَفٍ كتب إليه هذه الأبيات: ] (?)

أَلَا رُبَّ ضيفٍ طارق قد بسطتُه ... وآنستُه قبل الضيافةِ بالبِشْرِ

أتاني يرجِّيني فما حال دونه ... ودون القِرى من نائلي عندهُ سِتري

وجدتُ له فَضْلًا عليَّ بقصدهُ ... إليَّ وبِرًّا يستحقُّ به شكري

فلم يعدُ (?) أنْ أدنيتُه وابتدأته ... ببِشرٍ وإِكرامٍ وبِرٍّ على بِرِّ

وزوَّدته مالًا قليلًا بقاؤه ... وزوَّدني مدحًا يدوم على الدَّهر

وبعث بالأبيات مع الوصيفِ يحمل كيسًا فيه ألفُ دينار.

قال المصنِّف رحمه اللهُ تعالى: لله دَرُّ أبي دُلَفٍ هو كما قال الشاعر:

تأخذ من ماله ومن أَدبه

كم بين شِعره وشعر ابنِ جَبَلة؟ ! فسبحانَ مَن على الجود والفضلِ جَبَلَه.

وابنُ جَبَلةَ هو القائلُ في أبي دُلَفٍ قصيدةً منها: [من المديد]

إنَّما الدنيا أبو دُلَفٍ ... بين ناديه (?) ومُحْتَضَرِهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015