ذهبتْ (?) أُمامةُ بالطلاقِ ... ونجوتُ من حبل الوَثاقِ

بانت فلم يألمْ لها ... قلبي ولم تبكِ المآقي

ودواءُ مَن لا تشتهيـ ... ــهِ النفسُ تعجيلُ الفراقِ

والعيشُ ليس بطيِّب ... إنَّ كان من غير اتِّفاق

وقال: سمعت أعرابيًّا يقول: خَفِ الشرَّ من موضع الخير، وارجُ الخيرَ من موضع الشرّ، فربَّ حياةٍ سببُها طلبُ الموت، وربَّ موتٍ سببُه طلب الحياة، وأكثرُ ما يأتي الآمنَ الخوفُ من مأمنه.

وقال: مررت بالمِربَد، إذا بأعرابيةٍ تبكي عند قبرٍ وتقول: [من مخلع البسيط]

هل أخبر القبرُ سائليه ... أم قرَّ عينًا بزائريهِ

أم هل تراه أَحاط علمًا ... بالحَسَن (?) المستكِنِّ فيه

لو يعلم القبرُ مَن يواري ... تاه على كلِّ مَن يليه (?)

يا جبلًا كان لامتناعٍ (?) ... ورُكنَ عِزٍّ لآمليه

ونخلةً طلعها نضيدٌ ... يَقرُب مِن كفِّ مُجتنيه

ويا مريضًا على فراشٍ ... تؤذيه أيدي ممرِّضيه

ويا صَبورًا على بلاءٍ ... كان [به] (?) اللهُ يَبتليه

يا موتُ لو تقبل افتداءً ... كنتُ بنفسي سأفتديه

يا موتُ ماذا أردتَ مني ... حقَّقتَ ما كنتُ أَتَّقيه

موتٌ (?) رماني بفقد إِلفي ... أَذُمُّ دهري وأشتكيه

آمنك اللهُ كلَّ رَوعٍ ... وكلَّ ما كنتَ تتَّقيه (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015