ما قصَّر فيه من طاعتك، فأنت أجودُ وأكرم.

وقال: سمعتُ أعرابيةً تقول -وقد ذكرتْ مصيبة-: تركتْ واللهِ سودَ الرؤوس بيضًا، وبيضَ الوجوه سُودًا، وهوَّنت المصائبَ بعدها، فنظر شاعرٌ فقال (?): [من الوافر]

رمى الحدَثانُ نِسوةَ آلِ (?) حربٍ ... بأقدارٍ سَمدْنَ لها سُمُودا

فردَّ شعورهنَ السُّودَ بيضًا ... وردَّ وجوههنَّ البيضَ سُودا

فإنَّك لو سمعتَ بكاء هندٍ ... ورَملةَ إذ تَصُكَّان الخُدودا

بكيتَ بكاءَ موجعةٍ بحزنٍ ... أصاب الدَّهرُ واحدَها الفريدا (?)

وقال: خاصم أعرابيٌّ امرأتَه إلى زيادٍ فقال: أصلح اللهُ الأمير، خيرُ عُمرِ الرجل آخرُه، يذهب جهله، ويثوب حِلْمُه، ويجتمع رأيُه، وإنَّ شرَّ عُمرِ المرأة آخرُه، يسوء خُلُقها، ويشتدُّ لسانها، ويَعقمُ رَحِمُها، فقال له: زياد: صدقت، خذ بيد امرأتِك.

وقلت لأعرابيّ: أَتهمز إسراييل؟ فقال: إنِّي إذن لَرجل سَوء، قلت: أتجرُّ فلسطين؟ فقال: إني إذن لَقويّ.

[قال: وخطب أعرابيٌّ امرأةً وكان طُوالًا قبيحًا، فقيل له: بأيّ ضربٍ تريدها؟ فقال: قصيرة جميلة؛ ليأتيَ ولدُها في جَمالها وطولي. وتزوَّجها على تلك الصِّفة فجاء ولدُها على قصرها وقُبح أبيه.

قال: وغزا أعرابيٌّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا عاد إلى أهله سألوه: ما رأيتَ في غَزاتك مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: وضح عنَّا شطرَ الصلاة] (?).

وقال: وَلِيَ اليمامةَ أعرابيّ [يقال له: أبو مهديَّة]، وكان بها يهودٌ لهم مال، فجمعهم وقال: ما تقولون في المسيح؟ قالوا: نحن قتلناه وصلبناه، فقال: فهل غَرِمْتم دِيَته؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015