أَمَلًا لفضلك والفواضلُ شِيمةٌ ... رَفَعَتْ بناءك للمحلِّ الرافع

إلَّا العلوَّ عن العقوبة بعدما ... ظفرتْ يداك بمستكينٍ خاضع (?)

ورحمتَ أطفالًا كأفراخ القَطا ... وعويلَ عانسةٍ كقوس النازع (?)

اللهُ يعلم ما أقول فإنَّها ... جَهدُ الأَليَّة من حَنيفٍ راكع

ما إنْ عصيتُك والغواةُ (?) تقودني ... أسبابُها إلَّا بنيَّةِ طائع

حتَّى إذا علقتْ حبائلُ شِقوتي ... بردًى إلى حُفَر المهالكِ هائع (?)

لم أدرِ أنَّ لمثل جُرمي غافرًا ... فوقفتُ أنظر أيُّ حتفٍ صارعي

ردَّ الحياةَ عليَّ بعد ذهابها ... وَرَعُ الإمامِ القادرِ المتواضع

أَحياك مَن ولَّاك أطولَ مدَّة ... ورمى عدوَّك في الوَتين بقاطع (?)

كم من يدٍ لك لم تحدِّثْني بها ... نفسي إذا آلت إليَّ مطامعي (?)

أَسديتَها عفوًا إليَّ هنيئةً ... فشكرتُ مصطنعًا لأكرمِ صانع

إنْ أَنْتَ جُدتَ بها عليَّ تكن لها ... أهلًا وإن تمنع (?) فاعدلُ مانع

إنَّ الذي قَسَمَ الخلافةَ حازها ... في صُلب آدمَ للإمام السابع

فقال المأمون: قد عفوتُ عنك، فاستأنف الطاعةَ متجرِّدًا عن الظِّنَّة، يَصْفُ عيشُك. وأمر بإطلاقه ورد ضِياعه عليه، فقال: [من البسيط]

رددتَ مالي ولم تبخل عليَّ به ... وقبل ردِّك مالي قد حقنتَ دمي

وأُبتُ عنك وقد خوَّلتَني نِعَمًا ... هما الحياتانِ من موتٍ ومن عدمِ

فلو بذلتُ دمي أَبغي رضاك به ... والمال حتَّى أَسُلَّ النعلَ من قدمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015