وحجَّ بالنَّاس صالحُ بن العباسِ بن محمَّد بن عليّ عاملُ مكَّة.
[فصل] (?) وفيها تُوفِّي
و[اختلفوا فيه، فـ] قيل: اسمُه صالح (?)، وكُنيته أبو عيسى، وقيل: كُنيته أبو أَحْمد [والأصحّ أن كنيتَه أبو أَحْمد وهي اسمُه] (?).
وكان من أحسن الناسِ وجهًا، وأجملِهم ظَرْفًا، وكان إذا ركب جلس النَّاسُ لرؤيته أكثرَ ما يجلسون (?) لرؤية الخلفاء، وكان فَطِنًا، قال له الرشيدُ [يومًا وهو صبي] (?): ليت حُسنَك لعبد الله، يعني المأمون، فقال له: على أنَّ حظَّه منك لي، فعجب الرشيدُ من جوابه على صِباه.
وكان المأمونُ يحبُّه محبةً شديدةً بحيث لا يصبر عنه لحظة، وكان قد أعدَّه للخلافة، ومن حبِّه له كان يقول: إنني لَيسهل عليَّ الموتُ وفقدُ الخلافة لمحبَّتي أن يليَ أبو عيسى. فمات في هذه السَّنة.
و[اختلفوا في] (?) سببِ موته [على قولين: أحدهما] أنَّه خرج إلى الصيد، فركض دابَّتَه، فوقع على رأسه، فاختلَّ دماغهُ، فكان يُصرع في اليوم مرَّات حتَّى مات.
[والثاني: ] (?) أنَّه قال وقد رأى هلال رمضان: [من الطَّويل]
دعاني شهرُ الصومِ لا كان من شهر ... ولا صمتُ شهرًا بعدَه آخرَ الدَّهرِ
فلو كان يُعْديني الإمامُ بقدرة ... على الشهر لاستعديتُ جهدي على الشهر (?)