نعى لك ظلَّ الشبابِ المشيبُ ... ونادتك باسم المماتِ (?) الخطوبُ

فكن مستعدًّا لداعي الفناءِ ... فكلُّ الذي هو آتٍ قريبُ

ألسنا نرى شهواتِ النُّفو ... سِ تفنى وتبقى علينا الذُّنوب

وقبلَك داوى المريضَ الطبيبُ ... فعاش المريضُ ومات الطبيب

يخاف على نفسه مَن يتوبُ ... فكيف ترى حال مَن لا يتوب

[وفيها توفِّي كما ذكرنا] (?)

الفضلُ بن الربيعِ

ابن يونسَ الحاجب، وكنيتُه أبو الفضل (?).

ولد سنةَ أربعين ومئة، وحجب للرشيد، واستوزره، ولمَّا مات كان معه بطوس، فاستولى على الخزائن وقدم بها بغدادَ على الأمين، ومعه البُردةُ والقضيبُ والخاتَم، فأكرمه الأمينُ وفوَّض إليه أمورَه، فغلب عليه، فكان يولِّي ويعزل، ويأمر وينهى، والأمينُ في لهوه، فقال أبو نُواس: [من الطَّويل]

لَعَمرُك ما غاب الأمينُ مُحَمَّدٌ ... عن الأمر يَعنيه إذا شهد الفضلُ

ولولا مواريثُ الخلافةِ أنها ... له دونَه ما كان بينهما فضل

وإن كانت الأخبارُ (?) فيها تباينت ... فقولُهما قولٌ وفعلُهما فعل

أتى (?) الفضلُ للدنيا وللدِّين جامعًا ... كما السهمُ فيه الفُوقُ والرِّيشُ والنَّصل

ولم يزل الفضلُ يُغْرِي بين الأمينِ والمأمون حتَّى خلع الأمينُ المأمونَ وجرى ما ذكرناه، فلما ضعف أمرُ الأمينِ استخفى الفضل، فدخل المأمونُ بغدادَ مجدًّا في طلبه، وجعل لمن جاء به الأموال الجليلة، فخرج الفضلُ يومًا وقد هانت عليه نفسُه، فلقي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015