القتل والاتعاب في الأعمال المشقة، لأن أهل القوة منهم كانوا ينحتون السواري من الجبال فقرحتْ أعناقهم، ودَبِرَت (?) ظهورُهم، وطائفة ينقلون الخشب، وآخرون يبنون، وقوم يطبخون الآجرَّ، وآخرون يعملون الحديد، ووضع على الضَّعَفَةِ الضرائب، يؤدُّون كلَّ يوم ضريبة، فمن غربت عليه الشمس قبل أن يؤدي ضريبته، غُلَّت يمينه إلى عنقه شهرًا. وأما النساء فيغزلن الكَتَّان وينسجنه، ويخدمن القبط. وموسى يقول لهم: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} [الأعراف: 128] {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129] قال مجاهد: فحقق الله ظن موسى فيهم.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ} الآية [الأعراف: 130].
قال ابن عباس: بالجدب والقحط سنة بعد سنة. يقال: أَسنتَ القوم: إذا أجدبوا.
وقال سعيد بن جبير: مَلَك فرعون أربع مئة سنة، ما جاع ولا حُمَّ ولا صُدِعَ، ولو ذاق شيئًا من ذلك لما ادّعى الربوبية.
قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ} [الأعراف: 133].
واختلفوا في الطوفان على أقوال:
أحدها: أنه المطر أغرق كلَّ شيء لهم، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الموت الجارف، قال وهب: الطوفان الطاعون بلغة أهل اليمن، سلَّطه على أبكار آل فرعون والمواشي، فأفنى الكلَّ.
والثالث: الجُدَريُّ، وهم أول من عُذِّب به، وبقي بقاياه في الأرض إلى يوم القيامة.
قال أبو قلابة: وأما الجراد، فأكل كلَّ شيء لهم، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه الموت الجارف، قاله وهب.
واختلفوا في القمَّل: فقال ابن عباس: إنه السوس الذي يخرج من الحنطة، وقال السّدي: صغار الجراد، وقال مجاهد: هو الدَّبى (?) كان يأكل لحومهم وطعامهم،