الملَّاح ولا الحائك، ويجعل القولَ قولَ المدَّعي، ويقول: اللهمَّ إنِّي أستخيرك في معلِّم الكُتَّاب. وكانت وفاتُه ببغداد. حكى عن المنصور والمهديِّ وهارونَ وغيرهم.

الإمام أبو عبدِ الله محمدُ بن إدريسَ [الشافعي - رضي الله عنه -

ونسبه المشهور أنه محمد بن إدريس، ابنِ العباس بن عثمانَ بن شافعِ بن السائب بن عُبيد بن عبد يزيدَ بن هاشم بن المطَّلب بن عبد مَناف بن قُصَيِّ بن كِلاب بن مُرَّةَ [أبو عبد الله] المطَّلبي. وكناه مسلمٌ أبا عبد الرحمن (?). [وقال عبد الرحمن بن حازم] هو مكيُّ الأصل، مصريُّ الدار.

[وقال الخطيب (?): سمعتُ القاضي أبا الطَّيب الطبريَّ يقول: ] (?) شافعُ بن السائب [الذي ينسب إليه الشافعي] لَقِيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتَرعْرعٌ، وأسلم أبوه السائبُ يومَ بدر، فإنَّه كان صاحبَ رايةِ بني هاشم، فأُسر وفدى نفسَه، ثم أسلم، فقيل له: لمَ لمْ تُسلم قبل أن تفديَ نفسك؟ فقال: ما كنت لأحرمَ المسلمين طمعًا لهم فيّ.

قال المصنِّف رحمه الله: وقد زعم بعضُهم أنَّ الشافعيَّ كان عبدًا، واحتجَّ بأن جدَّه أُسر يومَ بدر، وليس هذا بشيء؛ لأنه قد شرى نفسَه، ولما نُقل إلى هارونَ أن الشافعيَّ يميل إلى [آل] أبي طالب، قال له: يا أمير المؤمنين، لَأَن أعيشَ مع قومٍ يرون أني منهم أحبُّ إليَّ من أن أعيشَ مع قومٍ يرون أني عبدُهم. وكان السائب يُشبَّه برسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

[قال الخطيب (?): وقال أبو الطيِّب الطبري: ] وقد وصف بعضُ أهل العلم بالنَّسب الشافعيَّ رحمه اللهُ فقال: هو شقيقُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في نسبه، وشريكُه في حَسَبه، لم تَنَلْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - طهارةٌ في مولده، وفضيلةٌ في آبائه، إلَّا وهو قسيمُه فيها، إلى أن افترقا في عبد مَناف، فإن المطَّلب زوَّج ابنَه هاشمًا الشِّفاءَ بنت هاشمِ بن عبد مناف، فوَلدت له عبدَ يزيد، وكان يقال له: المَحْضُ لا قذًى فيه، فقد وَلَدَ الشافعيَّ الهاشمان: هاشمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015