أبو على النَّيسابوري، وقيل: أبو عبد الله، القُرَشيّ.
من الطبقة الخامسةِ من أهل خُراسان، قدم بغدادَ وحدَّث بها، وكان يُطعم أهل الحديث الفالُوذج، وقرأ القرآنَ على الكِسائي، وكان له مالٌ يطعمه للعلماء، ويغزو الترك، ويحجّ في كلِّ عام (?).
سمع إبراهيمَ بن أدهمَ، ومالكَ بن أنس، والثوريَّ وغيرهم، وروى عنه الإمام أحمدُ رحمةُ الله عليه، وابنُ مَعين (?) وابن راهُويه في آخَرين، واتَّفقوا على صدقه وأمانته، حتى قال الإمامُ أحمد رحمةُ الله عليه: هو أوثقُ أهل زمانه.
ابنِ عبد الله، أبو العباس، الملقَّب بذي الرِّياسَتَين.
كان أبوه سهلٌ من أولاد ملوكِ المجوس، أسلم في أيام الرشيد، واتصل بيحيى بن خالدٍ البرمكي، واتصل ابناه الفضلُ والحسن بالفضل وجعفبر ابنَي يحيى بنِ خالد، فضمَّ جعفرُ بن يحيى الفضلَ بن سهل إلى المأمون وهو وليُّ عهد، فغلب عليه بخِلاله الجميلة، من الكرم والوفاءِ والبلاغة والبراعةِ والكتابة، وقد ذكرنا تدبيرَه لأمور المأمونِ إلى أن ولي الخلافة، ففوَّض إليه أمورَه كلَّها، ولقَّبه ذا الرِّياستين؛ لتدبيره أمرَ السيفِ والقلم.
واختلفوا في إسلامه، فقال الهيثم: أسلم على يد المأمون. وقيل (?): لمَّا أراد أن يُسلم، أَنِفَ أن يسلمَ على يد الرشيدِ أو المأمون، فدخل الجامع يومَ الجمعة وحده وقد اغتسل، فأسلم وعاد إلى داره مسلمًا.