حنبل وسفيانَ الثوريِّ والفضيلِ بن عياض وبشرٍ الحافي، وربما فضَّلوه على الثَّوريّ، وكان سفيان الثوريُّ يقول: أَشتهي أن أكون مثل ابن المباركِ سنة، لا واللهِ ما أقدر ولا ثلاثةَ أيام، ابنُ المبارك أعلمُ أهل الشرِق والغرب.
وقال سفيان بن عُيَينة: نظرت في أمر الصحابةِ وفي أمر ابنِ المبارك، فما رأيتُ لهم عليه فضلًا إلَّا صُحْبَتَهم لرسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - والغزوَ معه.
وقال ابن مَعين: ابن المبارك في كلِّ فنٍّ أمير المُؤْمنين، في الحديث وغيرِه.
وقال إسماعيل بن عيّاش: ما على وجه الأرضِ مثلُ عبد الله بن المبارك، ولا أعلم خصلةً من خصال الخير إلَّا وقد جعلها اللهُ فيه، ولقد حدَّثني أصحابي أنَّهم صحبوه من مصرَ إلى مكةَ، فكان يطعمهم الخبيصَ (?) وهو صائمُ الدهر.
وقال أشعثُ بن شعبةَ المِصِّيصي: قدم هارونُ أميرُ المُؤْمنين الرَّقَّة، وقدم ابنُ المبارك، فانجفل النَّاسُ خلف ابن المبارك، وتقطَّعت النِّعال وارتفعت الغَبرة، وأشرفت أمُّ ولدٍ لهارونَ من قصر، فلمَّا رأت النَّاسَ قالت: ما هذا؟ قالوا: عالمٌ من أهل خراسانَ يقال له: عبد الله بن المبارك، فقالت: واللهِ هذا المُلك، لا ملك هارونَ الذي لا يجمع النَّاسَ إلَّا بالشُّرَط والأعوان.
وكان عبد الله يقول: لولا خمسةٌ لما تاجرت: الفضيلُ بن عياض، وسفيان الثَّوريّ، وابن عُيينة، وابن عُلَيَّة، ومحمَّد بن السمَّاك.
وكان ينفق على الفقراء في كلِّ سنةٍ مئةَ ألفِ درهم.
وكان الثوريُّ وفُضيلٌ ومشيخةٌ جلوسًا في الحرم، فطلع ابنُ المبارك، فقيل: هذا رجلُ أهل المشرق، فقال الفُضيل: وأهلِ المغرب وما بينهما جميعًا.
وقال ابن المبارك: استعرتُ قلمًا بأرض الشَّام، فلمَّا قدمتُ مرو، نظرت فإذا هو في أقلامي، فرجعت إلى أرض الشَّام حتَّى رددتُه على صاحبه.
وقال الحسينُ بن الحسن: كنا جلوسًا عند ابنِ المبارك، فجاءه سائل، فقال: يَا غلام، أَعطِه درهمًا، فأعطاه، فلما ولَّى السائل، قال له بعضُ أصحابنا: يَا أَبا عبدِ