فيها أَمَر هارونُ أن يصدَّرَ في مكاتباته بعد البسملةِ الصلاةُ على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. وغزا هارونُ بنفسه بلادَ الروم، فنازل حصنًا يقال له: الصَّفصاف، ففتحه عَنوة، وقال مروانُ بن أبي حفصة: [من الرجز]
إنَّ أمير المُؤْمنين المصطفى ... قد ترك الصَّفصافَ قاعًا كالصَّفا (?)
وحجَّ بالنَّاس هارونُ وفي صحبته وزيرُه يحيى بنُ خالد، وقد كان يختل من هارون، وبدت أَمارات تغيُّره عليه، فسأله في الكعبة أن يُعْفيَه من الوزارة وأن يجاورَ بمكَّة، فأَعفاه وأَذن له في المجاورة، وردَّ الخاتمَ إلى هارون، وقفل راجعًا إلى العراق، وأقام يحيى بمكَّة.
فصل وفيها تُوفِّي
ابنِ شَبيب الخُرَاسَانِيّ، أخو حُميد، وهما وأبوهما من كبار قوَّاد بني العباس، ومَن اجتهدوا في إِنشاء دولتِهم، وكان لهم عند أبي العباسِ وأخيه قدمُ صدقٍ ومكانةٌ عالية، وولَّوهم الولايات.
وكان الحسن شجاعًا جَوَادًا، وتوفِّي في هذه السنةِ وهو ابنُ أربعِ وثمانين سنة (?).
ابنِ واضِح، أبو عبد الرَّحْمَن، المَرْوَزيُّ، الحَنْظَليّ مولاهم، من أهل مَرو (?).
ولد سنةَ ثمان عشرة. وقيل: سنة عشير ومئة. وطلب العلم، وروى رواياتٍ كثيرة،