عيبُ ما نحن فيه يَا أهلَ وُدِّي ... أنكم غُيَّب (?) ونحن حضور

فأَجِدُّوا في السير بل إنْ قدرتمْ ... أَن تطيروا مع الرِّياح فطيروا

فكتبتْ إليه تقول:

قد أتانا الذي وصفتمْ (?) من الشَّو ... قِ فكدنا من الغَرام نطيرُ

ليت أنَّ الرِّياحَ كنَّ يؤدِّيـ ... ـنَ إليكم ما قد يُجِنُّ الضمير

لم أزل صبَّةً فإنْ كنتَ بعدي ... في سرورٍ فدام ذاك السُّرور

ذِكرُ وفاته:

قال عليُّ بن يقطين: بينا نحن مع المهديِّ بقصره بماسَبَذانَ نام نومة، ثم انتبه وهو

يبكي، فقمنا إليه فقلنا: ما الخبر؟ فقال: أَتاني الساعةَ آت، فوقف على باب القصرِ

وقال: [من الطَّويل]

كأنِّي بهذا القصرِ قد باد آهلُهْ ... وأَوحشَ منه رَبْعُه ومنازلُهْ

وصار عميدُ القومِ من بعد بهجةٍ ... ومُلكٍ إلى قبرٍ عليه جَنادلُه

فلم يبقَ إلَّا ذِكرُه وحديثُه ... تنادي عليه مُعْولاتٍ حلائلُه

فلم يلبثْ سوى عشرةِ أيامٍ ومات (?).

وقال الشافعيُّ رحمه الله: لما فرغ المهديُّ من بناء قصره، تحوَّل إليه ومعه حَشَمُه، فبينا هو ذات ليلةٍ نائم، إذ سمع صوتًا من زاوية القصرِ يهتف:

كأنِّي بهذا القصرِ قد باد آهلُهْ ... وأَوحش منه رَبعه ومنازلُهْ (?)

فأجابه المهديُّ وقال:

كذاك أمورُ الناسِ يبلى جديدُها ... وكلُّ فتًى يومًا ستَبلى فعائلُه

فأجابه الهاتفُ وقال:

تلبَّثْ ثلاثًا بعد عشرين ليلةً ... إلى منتهى شهرٍ وما أَنْتَ كامله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015