وأوَّل هذه الأبيات:

وإنَّ مَن أدَّبتَه في الصِّبا ... كالعُود يُسقى الماءَ في غرسهِ

حتَّى تراه ناضرًا مُورِقًا ... بعدَ الذي أَبصرتَ من يُبسه

والقَ أخا الضِّغْن بإِيناسه ... ليدركَ الفرصةَ في أُنسه

كاللَّيث لا يَفرِس أَقرانَه ... حتَّى يرى الفُرصةَ في فَرْسه

ما يبلغ الأعداءُ من جاهلٍ ... ما يبلغ الجاهلُ من نفسه

والشيخُ لا يترك أخلاقَه ... حتَّى يوارَى في ثَرَى رَمسه

إذا ارعوى عادَ إلى جهله ... كذي الضَّنى عاد إلى نُكسه

ومن شِعره: [من الكامل]

المرءُ يجمع والزمان يفرِّق ... ويظلُّ يَرْقع والخطوبُ تمزِّقُ

ولَأَن يعاديَ عاقلًا خيرٌ (?) له ... من أن يكونَ له صديقٌ أحمق

فارغبْ بنفسك لا تصادقْ أَحمقًا ... إنَّ الصديقَ على الصديق مصدَّق

وزِن الكلامَ إذا نطقتَ فإنما ... يُبدي عيوبَ ذوي العقولِ المنطق

ومن الرِّجال إذا استوت أخلاقُهمْ (?) ... مَن يُستشار إذا استُشير فيُطْرق

حتَّى يُجِيلَ بكلِّ وادٍ قلبَه ... فيرى ويعرف ما يقول فيَنطِق

وإن امرؤٌ لسعتْه أَفعى مرَّة ... تركتْه حين يُجَرُّ حبلٌ يَفْرَق

لا أَلقينَّك (?) ثاويًا في غُربةٍ ... إنَّ الغريبَ بكلِّ نَبلٍ يُرشَق

ما النَّاسُ إلَّا عاملان فعاملٌ ... قد مات من عطشٍ وآخَرُ يَغرق

والناسُ في طلب المعاشِ وإنَّما ... بالجَدِّ يُرزق منهمُ مَن يُرزق

لو يُرزقون على وِزان عقولهمْ ... أَلفيتَ أكثرَ مَن ترى يتصدَّق

وإذا الجنازةُ والعروسُ تلاقيا ... أَلفيتَ مَن تبع العَرائِسَ (?) يعبق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015