السنة الثالثة والخمسون بعد المئة

وفيها قدمَ أبو جعفر البصرة، وبنى بها قصرًا، ونزل عند الجسر الأكبر. وكانت الحبشةُ (?) قد أغارت على جُدَّة، فجهَّز إليهم المراكب. وقيل: إنَّ هذه القِدْمةَ هي الأخيرة إلى البصرة، وقيل: إنَّما قدمَ البصرة في سنة خمسٍ وخمسين ومئة، ولم يعدْ إليها (?).

وفيها ادَّعى الخلافة أبو حاتم الإباضيُّ بالمغرب، وسُلِّمَ عليه بها أربعين يومًا، فسار إلى إفريقية، وبها عمر بن حفص بن عمار بن أبي صفرة الذي كان أميرًا على السند، وانضاف إلى أبي حاتم الإباضي أبو عادي (?) وأبو قُرَّة الصُّفْري، وكانوا في ثلاث مئة ألف وخمسين ألفًا، منهم خمسةٌ وثمانون (?) ألفًا فوارس، فخرج إليهم عمر في البربر، والتقوا، فقتلوه ومن كان معه من البربر (?)، ومَلكُوا إفريقية.

وفيها أخذ أبو جعفر الناسَ بلبس القلانس الطِّوال، فكانوا يرفعونها بالقصب من داخل، فقال أبو دلامة الشاعر في ذلك: [من الطويل]

وكنا نرجِّي من إمامٍ زيادةً ... فزادَ الإمامُ المصطفى في القلانِسِ

تراها على هامِ الرجال كأنَّها ... دنانُ يهوب جُلِّت بالبرانسِ

وفيها توفي عبد الله بن أبي ليلى (?) القاضي، فاستقضي مكانه على الكوفة شريكُ بن عبد الله النخعي.

وفيها غزا الصائفة معتوق (?)، وقيل: معروف بن يحيى الهمداني، فأوغل في بلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015